د. فضل بن عبد الله مراد 
هذه الكلمات ترد حين الحديث على الثوابت الوطنية مثل الوحدة، دعوني أتكلم الآن بصراحة وشفافية:
إن كثيراً مما يظنه جانب خطاً أحمر يعده الآخر أخضر نعم لقد سمعنا شعارات كثيرة علمها الجميع هي أن الوحدة خط أحمر عمد بالدم وسمعنا في المقابل أن هذه الوحدة وتجاوزها كإشارة المرور الآذنة بالاجتياز بلونها الأصفر ثم الأخضر.
إن الوحدة في شريعتنا من أصول العقيدة والدين التي يعد التفريط فيها جاهلية جهلاً وضلالة عمياء، لكن من هو المفرط؟!
لقد كثرت التصرفات العمياوية التي تحرف طريق السير السليم وها هي بروتوكولات ونداءات تعلو من البعض ملوحة بالانشطار مرة أخرى، ستجد من يدعم من عملاء الداخل والخارج، ستجد من يؤجج الصراع، ستجد من يحل المشكلة بمشاكل، ثم ترى بوقاً إعلامياً يطالعنا في الفضائيات ليعلنوا مسؤولية جهة ما عن فشل توجه ومشروع فيا للأسف!!.
لقد ضل هؤلاء الطريق الصحيح، أيها العقلاء إن سياسة أزمة الجنوب هو الفساد الذي ينخر في الدولة والله وتالله وبالله إن هذا هو الفساد، لقد يئس الجمهور من هذه الأوضاع المزرية، من خزي الكذب المفضوح.
هذه هي الأحزاب يكيل بعضها لبعض التهم بالخيانات بقول بعضهم لآخرين أنتم السبب ويقول هؤلاء بل أنتم والسبب الحقيقي هو الفساد.
تعالوا بنا لنعالج الفساد ببرنامج متكامل وسريع وفعال وتنفيذي له فترة زمنية محددة بين نقطتين وعندئذ ستكون الأصوات المعادية أصواتاً خافتة لا تقوى على الوقوف والارتفاع عالياً.
إن لجنة مكافحة الفساد غير مجدية فعلاً، لأننا غير محتاجين لها أصلاً لأن المفسدين في الدولة برمتها لا يمكن أن تقف لجنة أمامهم يجب أن يقف الرئيس أولاً ومجلس النواب وأجهزة الرقابة والقضاء المستقل.
عند ذلك ستعود الإشارة الحمراء لتكون حمراء عند الجميع لا تتجاوز وتبقى الوحدة وهنيئاً للشعب، ويأمن الناس.
كلنا هدفه ذلك، أن يعيش راضياً مطمئناً موحداً، يتقلب بلا هم ولا حزن ولا ملاحقات مع معارك الضمير وجلبة العيش لا أظن في بلادنا هذه أن أحداً يعيش هادئ البال، لقد تحجمت أحلامنا جميعاً، إن ما كنت تحلم أن تحققه غداً أصبح وهماً وسراباً أصبح ضرباً من الخبل والخيال.
إن الأهداف لكل شخص بدأت تصغر شيئاً فشيئاً حتى تتلاشى تماماً هكذا غالبية الشعب.
إن شعوباً بجوارنا تجد همومهم أخرى وأحلامهم طامحة إلى الأعلى، تفكيرهم، وثقافتهم، التعليم، الطلب، الإعلام، المال والاقتصاد كله إلى الأمام.
فما بالناقد تحجمت أحلامنا إلى كيس الدقيق، يا لها من تعاسة وتحطيم، وهذا في حين يتحدث الناس عن الأسهم المالية والتكنولوجيا القضائية والمعلوماتية تجدنا طوال الشهر مصبوبة ثقافتنا في كيس القمح ثم يأتي أناس ليتحدثوا عن خطوط حمراء. . والفساد يمر بشاحناته المليئة بالخطر متجاوزاً ألوان الطيف. . .
*أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان
