نبيل مصطفى مهدي
بعض من حملة الشهادات العالية الرفيعة خاصة ممن اكتسبوا خبرة علمية كبيرة في مجالات تخصصهم العلمية أصيبوا في هذا الزمن بمرض شهوة السلطة، حيث نسمع عن البعض منهم هذه الأيام سعيهم للهرولة سريعاً نحوها خاصة وأن الانتخابات قريبة جداً، تاركين العلم ومجالات تخصصهم ليتولوا مواقع أقل بكثير مما يليق بعلماء يحتاج لهم الوطن في مجالات تخصصاتهم العلمية المختلفة، إن الوقاية من مرض السلطة في البلدان النامية أو في العالم الثالث عموماً تحتاج إلى جهد وتجرد، ولكن يبدو أن عدداً من هؤلاء العلماء لم يتمكنوا من علاج النفس.
أرجوا أن يعذرني القارئ العزيز إذا سطرت بعض الأحيان في كتاباتي بعض العبارات الشديدة والكلمات القاسية للتعبير عن سلبيات أو أخطاء تعيق حركة تطوير حياتنا المعيشية أو تنذر بمخاطر قد تلحق الضرر بعاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا، فقاسية هي الكلمات إذا ما عبرت عن الواقع المعاش وواضعنا الحالي إذا ما عبرت عنه وقامت بتشريحه واتخذت نقداً إيجابياً بنَّاءً نظن أننا نحتاج إليه في وقتنا الحاضر بعد أن طال الزمن.. زمن السبات وقبل وقوع الفأس في الرأس، إننا نحتاج إليه في وقتنا الحالي أكثر من أي وقت مضى بعد أن طال زمن اللامبالاة والعنجهية والمحسوبية وكل ما تشمله كلمة فساد من معاني لازالت تشغل بحملها كاهل مجتمعنا فتوقعه أو تعيق حركته نحو التقدم والتطور ورمي كل أمراض ومخلفات التركة الثقيلة للماضي البغيض في زبالة التاريخ.
الفساد والقوانين لا يمكن أن يلتقيا أو يجتمعا في خط واحد أو نقطة واحدة فهما نقيضان.. فالفساد كالورم الخبيث يقوم بتدمير الكثير من المجتمعات ويساعد على إبقائها متخلفة بل أكثر تخلفاً. ويقوم بإطاحة حكومات وعروش بكاملها إذا لم يتم القضاء عليه أو محاربته.