;

وادي السحول على مشارف الموت 1088

2008-04-21 11:59:24

محمد أمين الداهية

وأنا على مشارف ذلك الوادي الذي كان آية في الجمال انتابني شيء من الذكر واخترقت نفسي حسرة مازالت أشكوا ألمها حتى اللحظة، لم أحب أن يطلع عليَّ أحد أو أن يشعر أحد ممن كنت وإياهم بالحسرة التي لولا أني أخذت نفسي ورحلت إلى مكان آخر بعيداً عنهم لاحظ جميعهم ذلك الانزعاج الذي أصابني، فلو حصل ذلك ولاحظوه ما أصابني، فأين المفر من أسئلتهم التي لم تكن تزيدني إلا ألم وحزن. . بعيداً عن هذا كله، وأنا أقف مع نفسي أمرر نظري على ذلك الوادي الذي رأيته وكأنه في آخر رمقه. . استدعتني الذكريات إلى ما قبل بضع سنين عندما كان ذلك الوادي في أوج شبابه. . كانت الحياة فيه جميلة بل رائعة. . تذكرته جيداً وهو مكسي بثوب الخضرة الزاهي. . تذكرته وهو شامخاً يتباهى نفسه بين تلك الجبال المحيطة به التي يعتبرها سياجاً منيعاً وعبئاً مطيعاً تحافظ عليه وتقضي حاجته بما تنعم به من مياه عذبة تروي ظمأه عند حاجته إليها. . تذكرت أشياء كثيرة سماء صافية، خضرة بديعة، ماء عذب، أناس طيبون. . . ما هي إلا بضع دقائق حتى استيقظت من الذكريات لأمعن النظر جيداً فقلت في نفسي ربما هذا المنظر السيئ بسبب بعدي بعض الشيء عن أعمال ذلك الوادي، فقررت النزول إليه والطواف بأرضه. . وصلت إلى حين اتخذت قراري. . ويا ليتني لم أصل تباً لك يا تلك اللحظة وكأن عجلت التاريخ رجعت أو عادت بذلك الوادي إلى ما قبل مئات السنين، كل ما رأيته أرض جدباء وأشجاراً وافها الأجل وهي تشكوا الظمأ وتربة أصبحت تنافس الصخور في صلابتها وأناس يقفون أمام أراضيهم وحقولهم مكتوفين الأيدي لا حول لهم ولا قوة. .

وأنا في قمة الذهول والسحرة جاء إلي أحد أولئك المغلوبين على أمرهم وبدون مقدمات قال لي: وكأني أرى في وجهك رجلاً يريد أن يمتع عينيه ببعض ما كان عليه هذا الوادي فقلت له مباشرة: إن فعلت معي ذلك فسوف لن أنسى لك هذا المعروف ما حييت.

فأخذ بيدي واقتادني إلى مكان ليس بالبعيد فإذا بي أمام أرض واسعة تربتها خصبة أشجارها حية مياهها غزيرة حينها شعرت وكأن روحي عادة إلى لما رأيته من جمال في تلك الأرض والتي كانت تبدوا وكأنها عروس في أجمل لبسها وحليها، وأنا أكيل أطير من الفرح باشرت ذلك الرجل المسن بالله عليك يا والدي ما الذي يجري وما هذا التناقض على صدر هذا الوادي، نظر إلي بتلك العينيين المرسوم عليها قهراً شديداً وظلم مرير وقال لي: اسمع يا ولدي إن هذه الأرض ومن مثلها في مختلف مناطق وادينا هذا يمتلكها أصحاب الارتوازات في المنطقة وهم يقومون بتوظيف ارتوازاتهم فيما بينهم، فيقوموا أرضهم غير آبهين بأمثالنا فلا نلقى عطفهم إلا حينما يمن الله علينا بالأمطار فهم في هذه الحالة يعرضون علينا مائهم عرضاً، وعندما تشتد المنافسة بينهم يمنحونا شيء من التخفيض في سعر ساعات الماء، فنضطر أن تشتري منهم بعض الساعات من الماء خشية أن يحرمونا منه في أيام القحط كما هو حالنا الآن، عندما تذكرت قول الله تعالى "وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ولينا إنا كنا طاغين". صدق الله العظيم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد