محمد أمين الداهية.
إذا كان الدمار والخراب والأعمال الغوغائية والاعتداء على ممتلكات الآخرين، والانشقاق والخروج عن طاعة ولي الأمر، إذا كانت هذه الأشياء كلها يعتبرها اللقاء المشترك نضالاً سلمياً كما صرح بذلك الشيخ/ محمد عجلان رئيس شورى الإصلاح، فإذا كان النضال السلمي بهذه الطريقة فلا بارك الله لكم بنضالكم هذا، صحيح أن الشيخ عجلان استنكر تلك الأعمال لكن ذلك الاستنكار كان ضعيفاً للغاية، وأن ما لمسناه من أحزاب اللقاء المشترك هو الرضاء والقبول بتلك الأعمال التخريبية، وحسب رأيهم أن أولئك الغوغائيين ما قاموا بتلك الأعمال إلا بسبب الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة، وكأن هذه المصيبة والارتفاع في أسعار القمح والمواد الضرورية لم تنزل إلا على رأس إخواننا في الجنوب. إن هذا الوباء القاتل في ارتفاع الأسعار قد ضرب بسيفه العالم بأسره، وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده على قنوات الأخبار من ظروف اقتصادية صعبة أصابت دول العالم وبالذات الوطن العربي، وبدلاً من أن تقوم المعارضة بحملة توعوية وإبراز حلول منطقية تجاه ما يحصل وما تمر به بلادنا من أزمة اقتصادية تجاوزتها بنسبة لا بأس بها بالمقارنة مع الدول الأخرى في المنطقة قامت المعارضة الكريمة بصب الزيت على النار وذلك من خلال تأييدها لما يحدث من أعمال شغب ووصف تلك الأعمال التخريبية بأنها جزء من النضال السلمي، فإذا كان ذلك جزءاً فكيف يكون الكل في تصورهم؟ نحن نحتاج إلى معارضة تخدم الوطن أرضاً وإنساناً، معارضة تبحث عن الإصلاحات والمعالجات لقضايا الوطن والمواطنين وتخرج بحلول سليمة وبناءة يقبلها العقل والمنطق، لسنا بحاجة لمعارضة شغلها الشاغل الوصول إلى سدة الحكم، حتى وإن كان ذلك على حساب شق الصف الواحد وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، حتى وإن أدعى إخواننا في المعارضة بأن برامجهم الإصلاحية لا تحظى بالدعم أو القبول من قبل السلطة أو الحكومة، فما ذلك إلا مجرد إدعاء يخدم سياستهم، أما السلطة أو الحكومة فلا يمكن أن تهمل أو تعرقل أي برنامج إصلاحي يخدم وطننا الحبيب وأبناءه، والحقيقة هي أن برامج الإصلاح التي بين أيدي اللقاء المشترك متناقضة ولا تخدم إلا مصالحهم قد ربما أن كلامي هذا سيزعج من على رأسه بطحه، لكنها الحقيقة التي لا يستطيع أن يجحدها أحد.
كما أنه ليس من الصواب أن كل ما يحصل في بلادنا من أعمال شغب وتخريب وخروج عن الدين والعرف والقانون يحظى بالقبول وينال الاستحسان والرضى، ولكن الصواب هو أن نكون حياديين في قضايانا وشؤوننا الداخلية، وألا نستغل أي ظرف من الظروف لتوظفه لصالح جهة ضد جهة أخرى. فالكل مسؤول عن أمن وصيانة وحفظ هذا الوطن، حكاماً ومحكومين.. الدولة والشعب يداً واحدة لحماية هذا الوطن من أي فتنة ينزلها الأعداء به