كتب/ علي منصور مقراط
في حين أصيب بعض محافظي المحافظات الحاليين بكثير من التذمر والإحباط والصدمة منذ إعلانه قرار انتخاب المحافظين وخاصة بعد مناقشة وتصويت البرلمان على التعديلات الدستورية بالتوجه الجديد إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات وصدور القرار الجمهوري بذلك خشية من المصير المجهول الذي ينتظر العديد منهم والأرجح وما يشاع في الشارع من المقربين منهم أي المحافظين أن بعضهم لم يعد يمارس مهامه ومسؤولياته ونادراً الذهاب إلى مكتبه ولا يهتم أو يصغي أو حتى يلتفت إلى قضايا وشكاوى ومظالم أبناء محافظته وقد تعطلت الأعمال في دواوين المحافظات ومعاملات ومصالح المواطنين، الأمر الذي أظهر للعيان بصورة ملفتة الفراق السلطوي وشلل وخلل في أجهزة الدولة الخدمية وإلخ.. وهنا نكرر تأكيد القول أنه في بعض المحافظات ولا نتهم ولا نحدد.. لكن في الوقت ذاته وأمام هذا المشهد المثير والمؤسف نجد أن هناك محافظين مازالوا في حالة الثبات في العمل والعطاء والجهد والقلق والحرص والمتابعة لقضايا الناس وسير المشروعات وتصريف الأعمال أي بنفس الوتيرة، لم تهتز نفسياتهم ولم يشوبهم القلق، الأمر الذي خلق التفاؤل والتفاعل بين المواطنين في المحافظات، ومن هؤلاء الذين تابعوا أجندة نشاطهم الدائم والمستمر بثقة وحيوية ومعنوية عالية ومرتفعة محافظ محافظة لحج الأستاذ/ عبدالوهاب يحيى الدرة الصامد الصبور بجسارة وعزيمة وإصرار على مواصلة العمل الجاد لمسؤولياته في المحافظة التي تعد الأكثر مشاكل وصعوبات وتعقيدات أفرزتها التعبئة الخاطئة من المعارضة والعناصر المأزومة وشهدت أسوأ أحداث وأعمال تخريب وعنف وشغب في مديريات ردفان وكرش وطور الباحة والمسيمير وغيرها وتعامل المحافظ معها بمرونة وعقلانية وحكمة..
والأرجح أن المحافظ عبدالوهاب الدرة عرف بالمثالية والقدوة.. فبعد إعلان انتخابات المحافظين سجل الرقم الأول وهو يصرح لوكالة "سبأ" للأنباء ووسائل إعلام أخرى وأهمية القرار والذي وصفه بالحكيم والمدروس وأعتبة منجزاً ديمقراطياً وطنياً يضاف إلى موسوعة الأرقام لمنجزات الرئيس الصالح في ترجمة طموحات شعبه وبرنامجه الانتخابي.
اللافت أن الدولة والحكومة لم تتنبه لتأثير القرار على نفسيات بعض المحافظين ولم تضع الحذر والحيطة لهذا الأمر بعد أن صار المحافظ شارد الذهن ويفكر بموقعه القادم المخوف بالضياع أي غير مطمئن على الأقل نفسياً إلى أين الانتقال إذا لم يكن من قائمة المرشحين لحزب المؤتمر الحاكم، وفي ظل تراجيديا الأحداث والتطورات المفاجئة فإنه يتطلب من هؤلاء المحافظين المأزومين أن يخرجوا من هوا جسهم المريضة وينظروا إلى المصالح العليا للوطن ويواصلوا المشوار حتى اللحظة الأخيرة وأن لا يتركوا مواقع عملهم وقضايا الناس تتراكم في البريد الذي خلى من نظراتهم رحمة بالناس واحتراماً لضمير المسؤولية ولصاحب القرار الذي وثق بهم لخدمة الوطن وأبناءه في النطاق الجغرافي المحدد لمحافظاتهم.. وختاماً التحية للمحافظ الدرة وكل المحافظين الذين كانوا بحجم التحديات يعملون رافعين الرأس وينظرون إلى بعيد ولا يلتفتون إلى المجهول، والله على ما أقول شهيد.
