;

ماذا نتمنى للأطفال.. والجحود عند الأبناء... وخطورة الدعاية الطائشة 788

2008-04-24 08:18:17

نبيل مصطفى مهدي

لا اعتقد أن أحداً مثلنا في العالم يتحدث عن حقوق الطفل وواجباتنا نحوه وهذا شيء جميل والأجمل أننا أيضاً نغني للأطفال ونحتفل بعيد الطفولة.. بل نقدم الاستعراضات الغنائية.. والبرامج المسلية.. وكل ذلك ينال اهتمام المسؤولين، ولكن للأسف كل ذلك موسمي أي الاحتفال بالطفولة ورغم ذلك نتمنى أن يكون للاحتفال بالطفل والطفولة مضمون آخر.. أن يجد الطفل اللقاح الواقي.. تحديداً إذا عضه كلب.. أرجو أن تتقصوا عن ذلك في المستشفيات الحكومية أو الخاصة أو المجتمعات الصحية..

نتمنى أن يجد الطفل ماءً نضيفاً فإحصائياتنا تشير إلى أن نسبة وفيات الأطفال في الأرياف وأيضاً في المدن كبيرة مازال الأطفال في المدن والأرياف يموتون من أمراض بسيطة لم تعد تذكر في بلدان أخرى.

مازالت نسبة من أطفال مدارس المرحلة الأساسية يتسربون من المدارس وتعتبر هذه ظاهرة خطيرة تؤدي إلى زيادة نسبة انتشار الأمية مستقبلاً وعاماً بعد عام.. مازالت مستمرة المسرحية الهزيلة لإعلامنا الذي يبث لهم ثقافة مستوردة لا تنمي عقلاً.. ولا تؤكد قيماً لابد له منها، مازال.. ومازالت أشياء كثيرة يقولها الواقع.. أما الاحتياجات فهي خطط طويلة.. تشرف عليها أجهزة غير خاضعة للتغيير والتبديل على مدار السنة بفصولها المسيسة.

يتعرض مجتمعنا في عصرنا الحالي لموجة عاصفة من الإعلانات الطائشة التي تعبر بشكل صارخ عن انتصار الدول الصناعية المتقدمة واقتصادياً السوق وغلبة الطابع التجاري عن كل الأنشطة، في الوقت الذي يتم من قبل بعض الجهات المعنية استبعاد الإعلانات المتوازية التي تقوم بمجموعة من الوظائف المفيدة للمنتج والمستهلك والعلاقات بينهم من حيث المعلومات والإرشاد وإشباع حاجات الجمهور وتنمية المشروعات، أما الإعلانات الطائشة فهي التي تستخدم للدعاية الفجة وتلعب بشكل مفتعل على وتر الإثارة والمبالغة والتضليل والعواطف الساخنة بغرض إشعال حمى الاستهلاك التفاخري وتصريف منتجات وخدمات بأي ثمن بصرف النظر عن جدواها ومنفعتها، الإعلانات الطائشة كالقطار السريع الذي إذا خرج عن السيطرة يدوس في طريقة كل شيء، فالإعلانات الطائشة إذا خرجت عن السيطرة ستدوس على القيم والمثل والاتجاهات بل والإنسان نفسه. ربما يمكن القول أن هذه الإعلانات قد جن جنونها لأنها أصبحت تخاطب السوق لا كبشر يقاس عددهم بالملايين، وإنما كقوة شرائية يقدر حجمها بملايين الريالات، والأدهى أن المعنيين قد اختاروا هدفاً ثميناً لجهودهم في الإلحاح والتكرار والملاحقة ونفي بهم الأطفال الذين يعتبر إنفاقهم أكبر بنود الصرف العائلي، والذي يسيل عليه لعاب البائعين ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أنه انضم إلى قطاع الشباب والمسنين.. الله يرحم أيام زمان كان الواحد منا لا يجرؤ على تدخين سيجار أمام والده، فصار الآن يطلبها منه ويدخن أمامه "عيني عينك"

كان الواحد منا يتوارى خجلاً إذا صفعه والده "كف" حتى يربيه ويعلمه الأدب وتطورت وتغيرت الدنيا فصرنا نسمع عن الابن الذي يضرب أباه، لماذا أصبح بعض الأبناء "قليلي الأدب مع آبائهم" كيف يطاوع الابن نفسه إلى أن تمتد يده على وجه أبيه .. بينما الواجب أن ينحني لهذه اليد ويقبلها امتناناً واحتراماً.

ماذا جرى في الدنيا.. ولماذا... وكيف؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد