;

"الحقوق السياسية للمرأة" 1311

2008-04-24 08:19:24

كتب/ بازل علاو

عاشت المرأة في الأحقاب القديمة السابقة عيشة الإنسان المستذل فهي عديمة الأهلية وعنوان الشر فلما أهل الإسلام بقيم الحق والعدل الإلهي أعاد للمرأة حقوقها التي سلبت فتمتعت بأهليتها كاملة وحصلت مثلها مثل الرجل على حقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالإضافة إلى حقوقها الشخصية.

وحقوق المرأة السياسية في الإسلام ثابتة في القرآن والسنة وقد مارستها المرأة على أرض الواقع في عصر الرسالة والصحابة والتابعين.

وقد تمتعت المرأة بحقوقها السياسية في إطار من الضوابط الشرعية التي تصونها وتحميها وتعينها على أداء دورها السياسي دون مفسدة أو انحلال.

المرأة المسلمة - مثل الرجل - مدعوة إلى الاهتمام بالشؤون السياسية في مجتمعها، وهذا لدعوة مرتبطة بظروفها وطاقاتها المتاحة لها لإنهاض مجتمعها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصيحة، بتدعيم الإيجابيات ومقاومة الانحرافات، وهذا نوع من الجهاد المأجور، والذي يهدف إلى الإسهام الفعال بترشيد السلطة وتوجيهها نحو العدل الذي هو عنوان الحكم في الإسلام. (1).

قال الله تبارك وتعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم" (2).

مما يؤكد هذا المفهوم بيعة جرير بن عبدالله - رضي الله عنه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعن جرير بن عبدالله قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فقلت: أبايعك على الإسلام فشرط عليَّ السمع والطاعة والنصح لكل مسلم- فبايعته على هذا..." رواه البخاري ومسلم.

ما أسمى درجة النصيحة في دين الله وقد عبر عنه - صلى الله عليه وسلم- بقوله: "الدين النصيحة" أي أن الدين الحق لا يكون بغير النصيحة والدين هو دين كل مسلم، رجلاً كان أو امرأة، والله سبحانه وتعالى سوف يسألنا رجالاً ونساءاً، على أداء واجب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم كل حسب موقعه وقدرته.

وفي هذا يقول السيد رشيد رضا- رحمه الله- في تعليقه على آية " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" - في هذه الآية فرض الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على النساء والرجال ويدخل فيه ما كان بالقول وما كان بالكتابة، ويدخل فيه نقد الحكام والملوك والأمراء ومن قبلهم الخلفاء، وكأن النساء يعلمن هذا ويعملن به" (3).

"حق المرأة في الانتخاب"

لقد حرمت المرأة من هذا الحق في الأحقاب السابقة القديمة ولم تنله إلا في أوقات متأخرة سبباً لا يعود إلا لمطلع هذا القرن في أوروبا.

أورد بيتر مونيك في كتابة في المرأة عبر التاريخ "لقد منحت المرأة حق الانتخاب في التواريخ التالية في الدنمارك سنة 1915م، والسويد سنة 1921م، وفنلندا سنة 1906م، والنرويج سنة 1913، وقد منحت سويسرا المرأة حق الانتخاب على الصعيد الفيدرالي في 7 فبراير 1971م لكن على صعيد الكونتونات ظلت المرأة محرومة من الحقوق السياسية في بعض منها حتى الآن لكن الشريعة الإسلامية قد أقرت حق المرأة في الانتخاب، ومن المعلوم بالضرورة أن القواعد الأصولية تقول: الأصل في الأمور الإباحة- فبناءً على عدم ورود تحريم من الشارع الإسلامي لحق المرأة في الانتخاب، نعتبر هذا الحق مشروعاً من حيث الأصل.

وفي ذلك يقول الدكتور مصطفى السباعي - عليه رحمة الله-: "رأينا بعد المناقشة وتقليب وجهات النظر أن الإسلام لا يمنع من إعطاء المرأة هذا الحق، إذاً فعملية الانتخاب عملية توكيل، يذهب الشخص إلى مركز الاقتراع فيدلي بصوته فيمن يختارهم وكلاء عنه في المجلس النيابي، يتكلمون باسمه ويدافعون عنه وعن حقوقه، والمرأة في الإسلام ليست ممنوعة من أن توكل إنساناً بالدفاع عن حقوقها والتعبير عن إرادتها كمواطنة في المجتمع"، ويضيف - رحمه الله- قائلاً: "وإذا كانت مبادئ الإسلام لا تمنع المرأة أن تكون ناخبة فهل تمنع أن تكون نائبة.

وعلى هذا فإن الإسلام أعطى المرأة حق الانتخاب وحق الترشيح وحق البيعة كواحد من حقوقها العديدة.

"حق المرأة في حضور المؤتمرات السياسية"

لعل من أهم حضور المرأة في المؤتمرات السياسية في عصر الرسالة كانت البيعة والتي كان يأخذها منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشكل علني إثباتاً للولاء لله ولرسوله، وانسلاخاً من ربقة الكفر والشرك، والبيعة أمر رباني لابد منه قبل الانخراط في المجتمع الإسلامي لقوله تعالى: "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم" (4).

ومن دلالة أو دلائل مشاركة المرأة بعد بيعتها وفهمها لمسؤوليتها من خلال كونها أحد أعضاء المجتمع الإسلامي، في المؤتمرات والاجتماعات في عصر الرسالة، مشاركتها في الندوات الثقافية الخاصة بالنساء والتي كان ينظمها - صلى الله عليه وسلم-.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعلمهن مما علمه الله ثم قال: ما منكن امرأة تقدم بين يدها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار، فقالت امرأة منهن يا رسول الله: اثنين قال: فأعادتها مرتين ثم قال: واثنين واثنين" رواه البخاري ومسلم.

ومما يؤكد مشاركة المرأة في عصر الرسالة مشاركتها في اجتماعات المسجد وحديث فاطمة بنت قيس خير شاهد، فهي قد شاركت في بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وهاتان البيعتان من أهم وأكبر المؤتمرات السياسية في الإسلام وشاركت المرأة ومازالت تشارك في مؤتمر الحج السنوي وقد شاركت في إبداء الرأي في كثير من المواقف السياسية.

"الضوابط الشرعية لحقوق المرأة السياسية"

نذكر المرأة باللباس الشرعي وعدم الاختلاط أو التبرج أو السفور أو الخلوة، وكذلك من الفتنة وإذن الولي لها بممارسة مثل هذا النشاط، وألا يستغرق هذا العمل والنشاط كل وقتها، أو يتنافى مع طبيعتها كأنثى، وألا يكون عائقاً بينها وبين الزواج وبناء الأسرة والبيت، فهذا هو أهم الأهداف في حياة المرأة والرجل على حد سواء. هو أول ما يحاسب عليه الإنسان أمام الباري عز وجل.

المجتمع المسلم عموماً متضامن في تهيئة الأسباب التي تعين المرأة على الوفاء بمسؤوليتها السياسية إزاء مجتمعها بجانب مسؤوليتها إزاء أسرتها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد