;

ســـــلاح الخلافـــــــــات العربيــــــة 767

2008-04-24 08:24:07

سعيد محمد سالمين

<قالوا إن الإنسان حيوان "ناطق" وفي البدء كانت الكلمة، وأول ما نزل من القرآن الكريم كلمة "اقرأ" والموقف تعبر عنه كلمة، لأن المواقف لا تعبر عن نفسها تعبيراً كافياً له صفة الدوام، وقد ينفعل الناس بموقف في لحظة، لكن تراهم لابد أن يترجموا عن انفعالهم بعد لحظة بكلمة، وقد تكون هناك ترجمات متناقضة للموقف الواحد، وهكذا نعود إلى الكلمة أيضاً .

<لقد أصبحنا نحن -معشر العرب- مسرفين في الاحتفال بالكلام، والانفعال به والاستناد إليه، لهذا نجد أن الكلمة فقدت مدلولها وبالتالي مفعولها وتأثيرها على الناس أمام هذا الواقع المؤلم الذي تعيشه أمتنا العربية، أليس من واجبنا أن نتساءل ما فائدة كل هذا الذي نكتبه ونقوله؟، وما فائدة هذا الطوفان من الصحف والجرائد والمجلات التي تصدر في وطننا العربي؟، وما فائدة هذه البراكين من الإذاعات المسموعة والمرئية؟، وهذه الفضائيات العربية المتعددة الأغراض التي نشاهد برامجها يومياً؟، وما فائدة خطب الجمعة في المساجد؟، وما فائدة مبادئ الأحزاب والمنظمات والجمعيات؟، وما فائدة كل هذه القيم المثالية إذا كانت لم تستطع أن تحول دون هذا التدهور المريع في الأخلاق والتعامل؟ وما جدوى القول إذا كانت الهوة التي تفصل بين القول والعمل تزداد عمقا وتوسعاً يوماً بعد يوم، حتى أصبحت تسوية النزاعات الوطنية والخلافات العربية أمراً يتعذر كحقيقة، ويصعب الوصول إلى تفاهم واتفاق تام أو تضامن عربي موحد يخدم مصالح أمتنا العربية ويحافظ على كيانها وكرامتها واستقلالها وسيادتها القومية وأمنها القومي.

<لو أننا حاولنا أن نحصي الأضرار والآثار التي أصابت العرب بسبب خلافاتهم ومعاركهم الجانبية، لصدمتنا الحقيقة بكل تأكيد، ذلك أنه منذ أن صارت خلافات العرب قاعدة وليست استثناء ألفت السياسة بظلها على كل ما عداها من مجالات وصرنا نشهد حالات يجرجر فيها الخلاف السياسي ذيولاً عديدة، تكاد تصيب كل شرايين الحياة التي تربط بين أطراف الخلاف بالجمود والشلل، حتى يتحول خلاف القادة إلى عقاب للشعوب، يمتد أثره إلى الأجيال المقبلة.

<نقول ذلك بينما الساحة العربية تشهد صوراً من الخلافات والتصدعات التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وأصوات النشاز تبارك هذه التصدعات وتزيد النار اشتعالاً، ولا ندري إلى أين نحن سائرون؟

<ولا نخفي على أحد أن هناك أصابع أجنبية لا تزال تكرس عوامل التفرقة والانقسام بين أمتنا العربية بإثارة النعرات الإقليمية والطائفية والدعوات المشبوهة لإحياء قوميات انفصالية لا أساس لها من الوجود.

<إن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية لم ينجح في هزيمة أمة تربوا على المائتي مليون نسمة إلا بسلاح من صنعنا نحن الذين اخترعناه وزودناه به عدونا ليتغلب علينا، فكان أشد فتكاً من القنابل الذرية والهيدروجينية، إنه سلاح الخلافات العربية والتمزيق العربي المريع الذي مازالت مصانعنا تنتج منه الكثير والكثير منذ نكبتنا في الأندلس وحتى الآن، وقد صدق قول الشاعر العربي، نزار قباني، الذي أنشد قائلاً:

قرشيون لو رأتهم قريش

لاستجارت من رملها البيداء

وحدويون والبلاد شظايا

كل جزء من لحمها أجزاء

لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدس

ولا ضاعت من قبلها الحمراء

1)) د: حسين بوادي/ حقوق المرأة بين الاعتداء والتطرف.

2)) سورة التوبة، آية 71.

3)) السيد رشيد رضا - نداء للجنس اللطيف - ص 13.

4)) سورة الممتحنة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد