;

كما هي فلسطين.. العراق صعب التطويع 895

2008-04-26 12:18:00

حسان الحجاجي

الذي لايقرأ التاريخ لايفهم حركة الحياة وقيمة الجغرافيا..والذي يعتبر ان الارض بمعزل عن اسرار الشعوب ونفسياتها وما تنتخبه لهم من ادوار يكون كما يقول المثل المصري :( كل شيء عند الثور برسيم)..فالعراق تاريخيا وفلسطين بينهما حبل سري من الحضارة والمقاومة والمعاناة ولعل خطوات ابينا ابراهيم عليه السلام كانت حاسمة في رسم الجغرافيا المذهلة بين العراق والحجاز وفلسطين ليكون هذا المثلث ارض الصراع التاريخي وليكون نهوضه هو نهوض لمنهج ضد منهج كوني اخر.

وعبر التاريخ الاسلامي اللاحق كان العراق هو بوابة فلسطين وهو سيفها فكان لايمكن ان تحتل فلسطين الا بسقوط العراق ...هذا ما فهمه التتار والصليبيون والاستعماريون الجدد..ولان الامريكان الامبرياليين الجدد يسيرون على خطى اسلافهم الصليبيين مكتنزين التاريخ وعنفوان سطوته على الخطط والبرامج يصار الان ومنذ عشرين سنة تقريبا لتدمير العراق وذلك لتامين حياة المشروع العنصري الصهيوني في فلسطين، وكان واضحا ان التصميم الامريكي الغربي جليا لتدمير العراق اما بخداعه او باستفزازه او استدراجه والمحصلة في كل الاحوال تدميره..

وبوش وعصابته يفهمون ان اللعب مع العراق مخيف وان العراق صعب التطويع فلئن كان مسموحا لبعض الاقاليم في بلاد العرب ان تكون موجودة بلا دور مهما كبر حجمها فلأن العراق لايتحمل ان يكون موجودا بلا دور اقليمي وقومي فهو دوما يضع نفسه في الخندق الامامي للدفاع عن كرامة الامة وحرياتها وهكذا كان العراق في القرن العشرين يدفع بكل دمه وكل ماله في ثورات العرب والمسلمين..ولم يتردد العراقيون للحظة عن تأدية الواجب والموضوع في العراق ليس مرتبطا بزعيمه انما هو الذي يشكل الزعيم ويوجهه او ينقلب عليه ويغيره.

اسرائيل تفهم ان الخطر العراقي هو الخطر الماثل والمحتمل الاستراتيجي امام الكيان العنصري الصهيوني ولذلك كانت جهود العصابات الصهيونية مستمرة لخلق المناخ الملائم في امريكا واوروبا لضرب العراق وتدميره..ومن هنا بالضبط كان تمويل اسرائيل للانفصاليين الاكراد ودعمها لمصطفى البرزاني وتدريب قواته وجيشه لمواجهة الجيش العراقي وكان استعداد اسرائيل مستمرا لتزويد كل خصم من خصوم العراق..وبعد الاحتلال الامريكي للعراق دخلت فيالق من عناصر المخابرات الاسرائيلية بمسميات عدة الى العراق لترصد كل شيء في هذا البلد.

لكن الشيء الغريب انه رغم الانكسار الرهيب في العراق ورغم الموت الاعمى وتزعزع اليقين بالوطن والجغرافيا الى حد كبير الا ان فلسطين لاتزال محل اجماع وطني وقومي كبيرين بالعراق ولاتزال اسرائيل دولة غير مرحب بها وغير معترف بها رغم وجود الامريكان الثقيل في حياة النخب السياسية الحاكمة بالعراق.

من هنا يجيء صمود العراق واصراره على الخروج من المازق عما قريب اشارة خطر حقيقية للمشروع الصهيوني تنفيذا لوعد الله بانهاء الفساد الاسرائيلي وان غدا لناظره قريب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد