علي الخديري
ليس بالضرورة أن يكون المزاح كافياً لمعرفة وتقييم سلوكيات الأشخاص لأن الحكم بواسطتها ليس مقياساً وليس ضرورياً أن يكون المزاج يعكس تصرفات الأشخاص مع أمثالهم أكانوا ذكور أو إناثاً أو معاً من الجنسين، وكقاعدة أن المزاج "وهو ما نسميه الصفاط" له تأثير نفسي وإراحة الأعصاب وخاصة عندما يصطحب المزاح ضحكات وقهقهات يكون مصدرها نكتة أو موقف ساخر أو مقلب... ولا يهم في هذه الثلاث المحطات من أي نوع ما يدفع إلى الضحك الذي هو مصدر تنشيط الدورة الدموية و التغلب على ارتفاع الضغط، والمزاح له نتيجتين متناقضتين لا ثالث لهما أولهما توسيع الصداقات والتعارف بين الناس وثانيها أن المزاج يصل بكثير من الأصدقاء إلى طريق مسدود تكون نتيجته الفراق وإعلان الخصومة بسبب مزحة زلة لسان لم تكن في الحسبان.
إن أشد الآلام والأحزان حين يكتشف شخص أنه مغفل ومخدوع وأنه ليس محل ثقة وأن تلك المزحات والمداعبات كانت مجرد مصلحة ضمن خطة إستراتيجية لا يعرف مداها سوى من يخطط لها، كواقعة صديقي الذي وقع من أول مزحة وأصبح متأكداً من أنه كسب صديقاً جديداً فأكتشف فجأة بأنه ليس محل ثقة فكانت غلطة قال صديقي: لن تتكرر وسيمحيها النسيان
