;

البريد يتعرض لزيارة شهرية من قبل المتهبشين 994

2008-04-28 12:30:33

محمد أمين الداهية

كثرت التسميات والمصطلحات القبيحة لأولئك من أبناء الشوارع الذين احتضنهم الشيطان وجندهم ليعملوا تحت إمرته ومن هذه التسميات أو المصطلحات التي يطلقوها على أنفسهم ويباهون بها -متهبشين، وسمع، وفزايز، وغير ذلك من الأسماء السوقية التي يسمون أنفسهم بها، إن هؤلاء أبناء الأزقة والشوارع الذين نشؤوا وتربوا وسط بيئة من الوحل يصعب عليهم الخروج منها، إن هؤلاء الساقطين قد كثرت مضايقاتهم وتهكمهم واعتداءاتهم على الآخرين، بل قد بلغت الجرأة إلى أن يعتدوا على أشخاص مسنين ضعفاء، يستحي أي فرد من أن يرفع مجرد صوته أمام ذلك المسن ذو الشيب والوقار، أياً كانت المسببات فلا يوجد عذر لهؤلاء الشرذمة في المجتمع الذين لا يحترمون صغيراً ولا يوّقرون كبيراً، لقد دفعني الفضول لكتابة هذا وذلك بسبب ما رأيته أمام جامعة صنعاء، عندما قام بعض هؤلاء المنبوذين بالاعتداء على رجل مسن في السبعين من عمره إلى درجة أنهم ضربوه ضربة موجعة في رأسه سببت له نزيفاً حاداًَ غير لون ملابسه وبعد أن قام بعض من فيهم خير بإقعاد ذلك الرجل العجوز وإجراء اللازم تجاه إصابته، وجب عليَّ أن أعرف من سبب تلك الدماء التي سالت من جبين رجل في السبعين من عمره، فاستطعت أن أصل إلى أن من قام بالاعتداء على ذلك الرجل هم بعض عيال السوق حسب وصف الرجل العجوز الذي قال: إنه كان يتحاشاهم منذ خروجه من بريد الجامعة، حيث وقد كان أولئك الحقراء يقتفون أثره وينفذون خطتهم الدنيئة في إيجاد الفرصة الحاسمة التي تسمح لهم بالقيام بعمليتهم القذرة وسرقة ما بحوزته من نقود، لكنهم فشلوا في ذلك وللأسف استطاعوا أن يلوذوا بالفرار أمام مرأى ومسمع من كان موجوداً والمهم من هذا كله سؤال خطر على بالي وأنا على متن الحافلة عائداً إلى منزلي، على من تعود مسؤولية قمع هؤلاء الذين ندمت عندما أطلقت عليهم كلمة شباب ولكني سأغير وأصفهم بما يحبون هم، على من يعود مسؤولية قمع هؤلاء المتهبشين فلأني كنت أحدث نفسي لم أجد أحداً غيري يجيب على هذا التساؤل، فرديت على ذلك السؤال بأسئلة زادت من توتري، فقلت في نفسي أين دور رجال الشرطة والأمن في مثل هذه الأمور؟ ولماذا لا تكثف المراقبة أمام مكان مهم كالبريد الذي يرتاده أولئك المتهبشون واللصوص نهاية كل شهر حاملين معداتهم وشباكهم لاصطياد بعض المسنين الضعفاء الذين يتقاضون راتبهم المخصص لهم من دائرة التقاعد؟، ولماذا نرى الاعتداءات على هؤلاء المسنين الضعفاء من قبل لصوص البريد وغيرهم دون أن يحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنينا؟، وما أثارني فعلاً أن بعض الأغبياء والجهلاء ومعدومي الضمير برروا فعل أولئك المنحرفين -بالفقر- والغلاء- وسوء المعيشة، فهذه الأسئلة التي تعتبر قطرة من بحر وأنا في منزلي توصلت إلى بعض من الإجابات وهي أننا جميعاً مسؤولون مواطنون وسلطة أمنية وكل شرائح وطبقات المجتمع، كلنا مسؤولون مسؤولية كاملة، فالدولة لا يمكن لها أن تكون معنا في جميع الأماكن التي نرتادها فيجب علينا أن نكون نحن عين الدولة في الأماكن التي لا تتواجد فيها، كما يجب على الدولة أيضاً أن تكثف من تواجدها في أوقات صرف رواتب المواطنين، أما ذلك الذي يبرر تلك الأعمال، أعمال النصب والاعتداء على الآخرين، ويربط ذلك بالظروف المعيشية، فأقول، ولمن يسانده في الرأي أن يضعوا أنفسهم أو آباءهم مكان ذلك الرجل ذو السبعين عاماً الذي تعرض لعملية النصب والاعتداء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد