;

موسم للهبر لم يكن في الحسبان 766

2008-04-29 11:58:08

عبد الورث النجري

ما إن صدر قرار رئيس الجمهورية في يوم ال"27" من أبريل الذي تضمن دعوة أعضاء المجالس المحلية في المحافظات والمديريات للاجتماع وانتخاب محافظين للمحافظات في يوم ال"17" من مايو 2008م وتزامن صدور هذا القرار مع صدور قرار مجلس الوزراء المتضمن تسمية أعضاء اللجان الإشرافية على انتخابات المحافظين، فما إن صدر القراران حتى شمرت خيول الحزب الحاكم عن سواعدها لفتح فروع المؤتمر بالمحافظات ونفض الغبار من على أسطح المكاتب والمقايل في نشوة غامرة للبدء بتشكيل اللجان المعروفة بأعضائها المعهودين منذ عدة سنوات، فتلك اللجان التي تسيطر على فروع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظات منذ ما بعد إعادة تحقيق الوحدة الوطنية لا تزال هي نفسها بتلك الوجوه وتلك الآلية وتلك النشوة التي تضمر أعضاءها قبيل كل استحقاق ديمقراطي لهثاً لتحقيق المزيد من المصالح الشخصية من المخصصات والاعتمادات والترقيات وحتى شهادات التقدير التي يمنحهم إياها الحزب الحاكم بعد انتهاء أي استحقاق ديمقراطي، وبالرغم أن الاستحقاق الديمقراطي الذي ستشهده بلادنا في يوم السابع عشر من مايو 2008م يختلف عن الاستحقاقات الديمقراطية التي شهدتها البلاد منذ إعادة تحقيق الوحدة الوطنية سواء من حيث القوى الناخبة المحدودة العدد في كل محافظة أو من حيث العملية الديمقراطية التي ستتم في مراكز المحافظات فقط ولن تنعم بها مراكز المديريات وكذا المراكز الانتخابية الأخرى المنتشرة في ربوع الوطن الحبيب على مستوى كل عزلة، أضف إلى ذلك أن هذه العملية الديمقراطية التي تتمثل بانتخاب المحافظين ينفرد بها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام كونه صاحب الأغلبية المطلقة في جميع المحافظات عدا الضالع، سواء شاركت أحزاب اللقاء في الانتخابات أم لا، فقطعياً الفائز مؤتمري، تم تزكيته من قبل الأمانة العامة للمؤتمر وإقراره بشكل نهائي كمرشح للمؤتمر من قبل اللجنة العامة للحزب الحاكم وناخبوه مؤتمريون ومنافسيه بلا شك مؤتمريون، يعني أن هذه الانتخابات مؤتمرية الشكل والملامح والأداء والنتائج، لكن الخيول المؤتمرية، أو بالمعنى الأصح القيادات المؤتمرية في فروع المحافظات لا يمكنها أن تفوت مرور فرصة كهذه وموسم كهذا دون هبر وصرف المكافآت والمخصصات المعهودة في كل موسم انتخابي، خاصة وأن موسم هذا العام جاء بالصدفة ولم يكن في الحسبان!!! لهذا فمن يزور فروع الحزب الحاكم في المحافظات ابتداءً من اليوم يجد تلك الفروع مفتوحة أبوابها على مدار الساعة يراودها أثناء الليل والنهار كبار مسؤولي الدولة ابتداءاً من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى ومروراً بوكلاء الوزارات والمحافظات وانتهاءً بسكرتاريات اللجان المختلف الفنية والتربوية والمرأة والشباب والإعلامية وغيرا فالكل يستعد للانتخابات والكل يستغل ويقوم بذلك العمل الذي قام به قبل خمسة عشر عاماً عندما شهدت البلاد أول استحقاق ديمقراطي بالانتخابات النيابية عام 93م البعض من هؤلاء نجد لم تطل قدمه مقر المؤتمر في المحافظة منذ سبتمبر 2006م حيث أجريت الانتخابات الرئاسية والمحلية الثانية، إذاَ فالموضوع لا يتعلق بالعمل التنظيمي المعروف في بقية دول العالم وحتى داخل بلادنا في مقرات الأحزاب الأخرى المعارضة بل يتعلق ذلك النشاط الذي ظهر على قيادات وكوادر الحزب والحاكم فجأة منذ أمس الأول بالمخصصات والاعتمادات والصرفيات التي جعلت لسان حال تلك الكوادر المؤتمرية يقول: "جاءت في وقتها".

ما نطرحه اليوم ليس من باب التحامل على قيادات وكوادر الحزب الحاكم حزب الوسطية والاعتدال والولاء الوطني!!! ما شاء الله فمن يتطاول على الحاكم في هذه الأيام الصعبة إلا مجنون!!! كما أن ما نطرحه ليس من باب الحسد والأنانية فالله يزيد ويبارك، لكننا نأسف والله للحال الذي وصل إليه هذا التنظيم الرائد الذي تأسس في بداية ثمانينات القرن الماضي وحقق خلال الفترة الماضية الكثير من المنجزات العظام في ظل قيادته الوطنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية، لكنه اليوم وبعد أن بدأ السوس ينخره من الداخل صار يعاني من مرض مزمن يعجل في شيخوخته، جراء الاستهتار المستمر للكثير من قياداته تجاه القضايا الوطنية والاستحقاقات الديمقراطية في أسلوب مقزز يجعل الآخرين يفقدون ثقتهم بإدارة هذا التنظيم للبلاد في المرحلة القادمة من يشجع الطامعين في البلاد وخيراتها للبدء بتنفيذ مخططاتهم العدوانية بسهولة ويسر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد