عبد الباسط الشميري
maktoob.com@abast6
مربع المماحكات في الراهن السياسي بات خطيراً وينذر بكارثة حتمية إن لم يقف الجميع سلطة ومعارضة أحزاب ومنظمات شخصيات وهيئات صفاً واحداً في مواجهة كل أنواع الغلو والتطرف في المواقف والمواقف المعاكسة في الخطاب والخطاب المضاد، وحقيقة لقد سئم الشارع اليمني بمختلف اتجاهاته وتوجهاته هذه العبثية واللغة المسفة واللامسؤولة في أطروحات هذا الفريق وما يقابلها من نزق وإسفاف مبتذل وغير مسؤول من الطرف الآخر ولعله من موجبات المرحلة الحرجة، وفي ظل هذا الوضع الدولي والإقليمي البالغ التعقيد الذي يحتم على الجميع استشعار المسؤولية الوطنية وتمثل المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية الضيقة التي سممت الحياة السياسية وشوهت العمل الحزبي، خاصة وقد امتدت الحالة العبثية وتمددت فطالت العمل النقابي والطلابي ووصلت إلى مختلف تكوينات المشهد حتى غدت الحزبية مجرمة أو تهمة يخشى كثير منا أن تلصق به لما لها من انعكاسات خطيرة على واقعنا بتكريسها للمناطقية والطائفية بمساندتها لبعض العناصر الخارجة عن القانون خاصة وقد أدت مثل تلك الخطابات والأعمال إلى نشوء تكتلات من نوع جديد لم يسبق أن ألفه أو اعتاد عليه المجتمع اليمني بل إن إعادة فرز مناطقي وسلالي وطائفي بدت مؤشرات تصاعده تعود علينا ومن جديد وبصور مختلفة، وكنت في فترة سابقة وفي إحدى المقالات قد حذرت من عملية فرز واصطفاف من نوع مشابه طال فئة هامة من أبناء المجتمع ويومها همست في أذن زميل لي محسوب على الحزب الحاكم موضحاً له وطالباً منه تفسيراً لما يحدث لكن الرجل وبالبديهية والحنكة السياسية المعهودة أعاد اللوم علينا معشر الصحافة لعدم تطرقنا إلى مسائل من هذا النوع حسب رأيه، والحقيقة أن الوفاق الوطني وعلى ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية غدا مطلباً وطنياً هاماً كون كل مظاهر الحياة غدت قابلة للتوظيف والتجيير وبالتالي فثمة قاعدة أخلاقية تستدعي منا أن ندرك أهمية الوفاق الوطني بل إن واجبنا المهني يحتم علينا قول هذا وأيضاً لأن تطلعات القادم الوطني مرهونة بتحقيق هذا الوفاق الذي يفترض أن يغلب المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح، كما أن تداعيات محيطة بنا تفرض علينا ضمناً أن نرتقي إلى مستوى التحديات الماثلة، إذ مهما كانت الحسابات والمصالح الحزبية أو الذاتية فإنها مجتمعة لا ترتقي إلى مستوى المقابل المطلوب أن ندفعه، وفي الأخير يبقى الوطن أغلى وأسمى من تخرصات هذا الفريق أو ذاك.
والله من وراء القصد.