كروان عبد الهادي الشرجبي
إن لكل إنسان خصوصيته وحياته التي لا يحق لأحد بأن يتدخل فيها، إن في مجتمعنا العربي ونحن في اليمن أيضاً نقحم أنفسنا في أمور ليست من شأننا وإنما تخص كياناً آخر، ولكن نحن وتقاليدنا المتوارثة نظل نسأل ونسأل عن ماذا؟ أقول لكم!!
هل سألنا أنفسنا مرة عن القسمة والنصيب؟ هذه العبارة التين تبادلها في المناسبات دون أن نعمل بها دون أن نحولها إلى ثقافة نتعامل من خلالها مع من حولنا، البعض يتساءل لماذا؟ لأننا وببساطة لدينا في المجتمع ما يقارب مثلاً خمسة ملايين فتاة تخطين سن الزواج هذا إذا لم يكن العدد أكبر، لابد أن يكون الرقم إشارة إلى أن هناك خطراً، قلقاً، خوفاً، حيرة.
ما المشكلة؟ أقول لا مشكلة في أصل الموضوع سوى أنه تم اختراع كلمة عانس أو مصطلح العنوسة هذا المصطلح الذي نتهم فيه الفتيات اللاتي تجاوزن العمر المتوقع للزواج "وهو العانس" في الكلمة قسوة وفيها اقتحام لحياتهن وفيها حكم صعب عليهن لذلك قلت في البداية ماذا نعرف عن القسمة والنصيب؟
إن مسألة الزواج هي قسمة ونصيب أولاً وأخيراً، لأنه لا توجد فتاة لا ترغب في أن تكون لها أسرتها الصغيرة الخاصة بها وأن تمارس الشعور الجميل بالأنوثة والأمومة، الرغبة موجودة ولكن الظروف ليست دائماً متوفرة بما يرضي كل الأطراف.
إن بعض الفتيات يلجئن للزواج والطلاق من أجل الهروب من لقب عانس.
هل نستطيع أن نغير ثقافتنا تلك الثقافة التي فيها اقتحام على حياة الغير ونصفح عن الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج لسبب أو لآخر؟ هل يمكن أن نتعامل بلطف ويجب أن نتجاوز تلك النظرة التي ننظر بها إليهن تزوجت أو لم تتزوج هي إنسانة من حقها الحياة دون تدخل من أي كائن.
لا حلول عندي للعنوسة ولا أملك ولكني أكتب كي نبدل تلك الثقافة التي تؤذي المشاعر، لقد صنعنا المشكلة حين توقفنا نرصد ونراقب ونقلب في الفتيات حولنا هذه تزوجت وهذه لا وهذه على وشك أن تقطع خيوط الأمل في أن تصبح أماً، آن الأوان أن نتخلص من كل ما هو سيء وأن نرتقي بتفكيرنا إلى مستوى أفضل حتى تتمكن كل من "فاتها قطر الزواج" أن تعيش بسلام دون تدخل.