منيف الهلالي
لقد وصل الخبث والإجرام بالفرس إلى تصدير أسلوبهم الإجرامي من بلاد الرافدين إلى مدينة صعدة للعبث بأجساد الأبرياء وإزهاق أرواحهم بطريقة يندى لها جبين كل من يحمل في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
فالجريمة الشنعاء التي حصلت في مدينة صعدة بتفخيخ دراجة نارية ووضعها أمام جامع بن سلمان في انتظار عباد الله الخارجين من المسجد بعد أدائهم صلاة الجمعة لتنفجر فيهم وتبعثر أشلاء ثمانية عشر شخصاً منهم وتبقي خمسة وأربعين آخرين في انتظار الموت فيهم نساء وأطفال أماطت اللثام عن الوجه الإجرامي القبيح لأصحاب الفكر الدموي التخريبي المتستر بالغطاء الديني الكاذب.
بعض القنوات الفضائية وأيضاً بعض الكتاب اليمنيين تناولوا الموضوع وأوردوا فيه إدانة عبدالملك الحوثي لهذه العملية وسابقتها "اغتيال أحد أعضاء الحزب الحاكم" وهم بهذا يريدون إقناع العوام بأنه لا علاقة للحوثيين بهذه الجريمة الدامية متجاهلين فكر المدرسة الفارسية التي تستخدم التقية كوسيلة تجيز الكذب لإظهار غير ما في الباطن للوصول إلى الهدف المرجو بأمان.
وتحدث البعض عن أن القاعدة وراء هذه العملية إيحاءً منهم أن الفتنة الموجودة الآن مذهبية، ولكن الحقيقة والواقع يثبتان عكس ما يرمون إليه فإننا لم نلحظ أن القاعدة استخدمت مثل هذا الأسلوب في عملياتها مطلقاً وهذا ليس دفاعاً مني عن القاعدة فأنا ضد القاعدة وضد أعمالها الإجرامية التي ارتكبتها بحق الوطن وأمنه واستقراره وإنما أحببت إثبات هذه الحقيقة كنوع من الإنصاف والإيضاح.
كما أن البعض الآخر ربما قال أن من نفذ العملية شخص مختل عقلياً! كيف يكون للمختل عقلياً أن يدبر عملية بهذا المستوى؟
بل إني أجزم أن صاحب هذا القول هو المختل عقلياً بدون أدنى شك.
كما أني أرى أن الفرس هم من يقفون وراء هذه العملية الدنيئة بطريقة أو بأخرى لما ثبت عنهم في العراق من أعمال إجرامية مشابهة وأكثر فداحة من هذه العملية فمن منا لا يعلم بما ترتكبه المليشيات وفرق الموت يومياً في العراق بأهل السنة وكيف يتم تفجير جوامعهم بمن فيها، فإن لم يكن الحوثيون هم من نفذوا هذه العملية فقد استطاع الفرس زرع فصيل آخر داخل الجناح السياسي لمجموعة الحوثي الإرهابية، ربما ليس لهذا الفصيل أي ارتباط تنظيمي بآل الحوثي، وإنما يلتقي مع الحوثيين فكرياً وعقدياً، وهذا الأسلوب التكتيكي في تعدد الفصائل يستخدمه تلاميذ مدينة "قم" كما هو الحال في بلاد الرافدين من أجل أن ينفذوا توجيهات سادتهم الفارسيين بعيداً عن العيون التي تقتفي أثر شرهم الإرهابي الدنيء.
ولكن الأحداث الدامية التي وقعت عقب عملية الجمعة الفائتة بين قوات الجيش والمتمردين وراح ضحيتها العشرات تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الحوثي هم من قاموا بتنفيذ هذه العملية الإرهابية، لأنهم لا يريدون الحلول السلمية وليس من مصلحة مراجعهم الشيعية إيقاف فتيل الحرب، بل إنهم يبحثون عن الفتنة والحرب وإثارة النعرات الطائفية المقيتة ولم تكن هذه الفترة التي توقفت فيها رحى الحرب إلا عبارة عن خديعة استطاع المتمردون من خلالها تجميع صفوفهم وشراء الأسلحة الكافية لخوض حرب جديدة، وقد كان لأحد أفراد الجناح السياسي لمجموعة الحوثي الإرهابية الفضل في توفير هذا المناخ بعد أن أجهض الانتصار المحقق لقواتنا المسلحة على المتمردين في لحظاته الأخيرة في الحرب الماضية بداعي التفاوض والحل السلمي وكنا قد حذرنا من أن المتمردين البغاة ليس لهم عهد ولا ذمة. وكيف يكون لهم ذلك وهم يسفكون دماء المسلمين يومياً وبالجملة في الشوارع وأمام دور العبادة ويدعون أنهم بهذه الأعمال الإجرامية يتقربون إلى الله زلفى، ولكن لم يسمعنا أحد.
فهل بالإمكان أن نتعظ من الأحداث السابقة؟
وإلى متى ستظل دماء رجال قواتنا المسلحة تسفك على جبال صعدة وبين شعابها؟ ونحن مازلنا ننتظر نتائج حوار أهدافه واضحة للعيان.
رحم الله الشهداء الذين سقطوا في هذه العملية الإجرامية وجبر الله مصاب أهاليهم وشفى الله المصابين وعافاهم وغفر الله لقيادتنا السياسية التي عرف الإرهابيون حبها للعفو فزادوا في جرمهم وتمادوا في تمردهم وعصيانهم.