محمد أمين الداهية
منذ أشهر وحياة المتعاقدين في جامعة صنعاء قد طرأ عليها بعض التغيرات في جدولهم اليومي، فبالنسبة لفترة دوامهم يبدأ من الساعة الحادية عشرة ويرجع ذلك إلى انشغالهم بالزيارة اليومية إلى القاعة الكبرى في الجامعة والتي فيها يقيمون اعتصامهم فيريحون على أنفسهم ببعض الشعارات والخطابات والقصائد وأيضاً عرض بعض البرامج التلفزيونية التي تبث عبر الفضائية اليمنية وقناة السعيدة والتي ناقشت همومهم ومطالبهم ولكن يبدو أن كل ما يقومون به ويسعون إليه من محاولات للفت النظر إليهم من قبل الجهات التي يقصدونها يبدو أن ذلك الجهد وتلك الآمال وتلك الشعارات والخطابات والقصائد لم يخرج صداها عن القاعة الكبرى فهم على هذا الحال منذ شهر، اعتصامهم حبيس القاعة الكبرى، وكأن من يناشدونهم لا يعلمون شيئاً عن تلك الاعتصامات اليومية، لا نستطيع أن نعرف لماذا هذا التجاهل لمثل هؤلاء المنكوبين؟! هل يا ترى هناك معلومات عند الجهات ذات العلاقة بأن هؤلاء المتعاقدين تحل عليهم البركة فيستطيعون برواتبهم الضئيلة أن يعيشوا أفضل بكثير من أصحاب الألوف المؤلفة فنقول لهم لا إن هذه المعلومات غير صحيحة وبعيداً عن التحدي نطلب من هؤلاء الذين يتجاهلون ألم وصرخات إخواننا المتعاقدين أن يعيشوا شهراً واحداً فقد براتب وقدره عشرة آلاف ريال، هل سيستطيعون؟ إن هذا المبلغ بالنسبة لبعضهم قد يكفي ليومٍ واحدٍ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يتجاهلون المتعاقدين وأوضاعهم؟ ألا يحق للمتعاقدين أن يعيشوا حياة كريمة مستقرة؟ إن وضعهم مزري للغاية لماذا تستغفل ظروف هؤلاء المغلوبين على أمرهم؟، ألأنهم لم يجدوا مكاناً آخر ليعملوا فيه ولأن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية بجبرهم على أن يعملوا حتى بربع قوت يومهم، إن مثل هؤلاء المتعاقدين وبالذات متعاقدي جامعة صنعاء لا بد أن يكون لهم قيمتهم ومظهرهم اللائق في المجتمع ولسبب بسيط لأنهم موظفون في جامعة صنعاء ومعنى أن تكون موظفاً في هذا الصرح العظيم أن لا يشعر الآخرون أبداً بأن الموظف في جامعة صنعاء يفتقد ما يسد به رمقه ومثل هذا الموظف يجب أن لا يراه الآخرون إلا وهو في أبها صورة وأجمل مظهر، يجب الاهتمام بموظفي الجامعة حتى يحسدهم الآخرون على عملهم ووظيفتهم في جامعة صنعاء لكن الحال وأوضاع المتعاقدين سيئة جداً، ورغم ذلك إلا أنهم يبذلون جهوداً جبارة في عملهم، يا رئاسة الجامعة يا خدمة مدنية أرفقوا قليلاً وانظروا إلى مرؤسيكم بعين الرحمة والاعتبار اتقوا الله فيهم لا تجعلوهم بتجاهلكم يتعرضون لصدمات الحياة القاسية فالظروف سيئة والأوضاع المعيشية في أسوأ حال، انقذوا هؤلاء المساكين، لا تكونوا سبباً في ضياعهم إنهم متعبون ويشكون بطالة قاتلة، إن الحياء ليستملكهم عندما يوجه لهم سؤال عن مقدار راتبهم، هل سيصدق الآخرون بأن الأوضاع في جامعة صنعاء إلى هذا الحد، وأخيراً وباسم جميع المتعاقدين الذين لا ينكرون جهود الأستاذ خالد الطميم نناشد الجهات العليا وعلى مستوى رئيس الجمهورية وكل من لهم علاقة أن يجعلوا قضية أوضاع المتعاقدين نصب أعينهم وأن يدركوهم في أسرع وقت ممكن فهم بالحاجة الماسة إلى أن يحيوا من جديد.