ميرفت أبو جامع - غزة
لم يترك الشباب الفلسطيني وسيلة إلا واستغلوها، من أجل طرح قضيتهم، ونقل معاناتهم للعالم، للمطالبة برفع الحصار المفروض منذ حزيران الماضي على غزة، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وحشد الدعم المعنوي لهم، وبرزت في الآونة الأخيرة بعض التظاهرات الالكترونية، التي أخذت على عاتقها مهمة نقل معاناة الفلسطينيين تحديدًا في غزة المحاصرة للعالم ومخاطبته إلكترونيًا، علّها تجد أذانًا صاغية وتُحرِّك ضميرًا غافيًا.
محمد صلاح 23 عامًا من وسط قطاع غزة وخمسة شباب آخرون، يسخّرون جل وقتهم منذ ابريل العام الماضي في رصد معاناة الفلسطينيين والتنقل بين المواقع المختلفة لإبرازها في مدونة تحمل الطابع الجمعي "رابطة شباب فلسطين الخيرية" حين تعذر عليهم إقامة منتدى او موقع الكتروني بسبب إمكانياتهم المادية البسيطة وأرصدتهم التي تخلو من المادة، إلا من بعض الطموح والأمل في إيصال رسالتهم للعالم .
حول اللجوء للمدونة يقول صلاح : بعد تفكير عميق وشعور بالعجز والشلل جراء ما يحدث لنا في غزة، فلم يؤثر نزيف القلوب ولا سكب الدموع، ولطم الخدود، قررنا نحن مجموعة من الشباب في التعبير عن هذا الواقع بل، وأكثر من ذلك إلى بث رسائل إخبارية عبر الانترنت حول ما يدور ويجري هنا في غزة وفلسطين ونقل ساحة المعركة بالصوت والصورة وإمكانياتنا البسيطة للعالم .
ويضيف صلاح: "شكلنا مدونة أسميناها "رابطة شباب فلسطين الخيرية وهي رابطة خيرية مستقلة انطلقت في فبراير 2007 الماضي من وسط قطاع غزة الذي عاني من العتمة ونقص الوقود ومن الحصار لتطل على العالم بآخر التطورات والأحداث في محاولة لإثارة القضية وتوصيل معاناة الفلسطينيين الذين يتجرعون مرارة الحصار والظلم خلف أسوار غزة وجدار الفصل بالضفة، وتفعيلها لتحطم جدار الصمت العربي والعالمي .
وبحسب الإحصائيات، فإن 73% من الأسر الفلسطينية تمتلك حاسوبًا في البيت، وأكثر من نصف الشباب الفلسطيني يستخدمون الحاسوب، فيما وصلت نسبة مستخدمي الإنترنت إلى حوالي ثلث الشباب الفلسطيني وذلك حتى العام 2006 ،وهؤلاء الشباب وجدوا في الانترنت ملاذًا لهم للتواصل مع أقرانهم في العالم الخارجي بعد ان ضرب الحصار الجائر والخانق عليهم منذ منتصف حزيران الماضي وحول حياتهم الى جحيم، حيث زادت معدلات الفقر والبطالة في صفوفهم وساءت أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والنفسية .
وحول أهداف المدونة يقول صلاح: "نهدف إلى رفع معاناة الفلسطينيين في فلسطين المحتلة قدر المستطاع وتقديم الدعم والمساندة لأسر "الشهداء"والأيتام والأسر المحتاجة ورعاية الطفل الفلسطيني بشكل خاص جراء المساعدات التي نتلقاها من مشاركات تضامنية معنا".
وعلى الرغم من حداثة تجربة التدوين لدى الشباب الفلسطيني الا انه استغل هذه الوسيلة لخدمة قضيته، وهناك العديد من المدونات الجمعية والشخصية التي رصدت معاناة الفلسطينيين وتحدثت عن تجاربهم تحت الحصار.
وتحتوي المدونة على شريط إخباري يبث على مدار الساعة بكافة التطورات على الساحة الفلسطينية وصور وفيديو عن معاناة الفلسطينيين والحصار المفروض عليهم .
ويشير صلاح أن الموقع لاقى إقبالاً كبيرًا وأصبح مصدرًا للأخبار والتقارير لدى كثير ممن يتواصلون معهم في العالم ويضيف " هناك مراسلات بشكل متواصل معنا بخصوص ما يتم نشره في المدونات وهناك متابعة دائمة للمدونة إلى درجة ان بعض الزوار يعتبرونها أحد مصادر الأخبار من خلال الانترنت التي تنقل لهم أخبار فلسطين وهناك من يضعها في المفضلة".
ويوضح صلاح خريج دبلوم علاقات عامة من جامعات غزة ، المشرف على مدونات رابطة فلسطين الخيرية ولأجلك يا غزة : أبرز انجازاتنا أننا استطعنا أن نوصل رسالتنا الى اكبر عدد من الأخوة في الدول العربية والإسلامية والأوروبية والولايات المتحدة، حيث كان بعضهم يجهل الكثير عمّا كان يجري في فلسطين.
وأشار صلاح أن المدونة التي بدأت بأخبار تعدّى دورها وأصبح يقدم خدمات ومساعدات للأسر المحتاجة، مشيرًا إلى أنهم يعملون كخلية، منهم من يقوم بمتابعة الأخبار على مدار الساعة أو من يقومون بدور التنسيق والتواصل مع العالم الخارجي، ودور ميداني كباحث اجتماعي في حال وصول أي مساعدة للأسر المحتاجة.
وعن طموحهم يذكر صلاح : طموحنا أن يكون هناك موقع أو منتدى خاص بنا ومقر نقوم بأنشطة مجتمعية لكافة فئات المجتمع لكن لضعف بعض الإمكانيات هو الذي يقف في طريق طموحنا .
