د. فضل بن عبد الله مراد *
ما وصلت إليه الأمور أخيراً في صعدة نذير شؤم، وساعة منبه توقظ النائم والوسنان إلى: أن كفى إلى هنا.
كفى مصالح شخصية يجرها البعض من الدولة تارة ومن الحوثي تارة أخرى هؤلاء يطيلون الأمر لدماء تنسكب يوماً بعد آخر حادثة المسجد الذي ذهب ضحيته عشرات من القتلى والجرحى هو اتجاه جديد لقوى الشر من المفسدين في الأرض.
إن هذا الحادث المؤلم يجعلنا ننادي أهل صعدة أولاً هذا هو العنوان المسطر بالدم في العراق بدأ أعداء الانسانية بمحاولة تكراره هنا في مسجد بن سلمان في صعدة أهناك من يرضى عن هذه الجريمة الشنيعة.
إن من تردد في الحكم على ذلك فهو مراوغ خداع ومستثمر حربي، وخراج ولاج مع هؤلاء ومع هؤلاء.
إن البغي على أهل الإسلام بعد صلاة الجمعة هو بغي على الدين والشريعة، خروج عن الجماعة بتأويل تكفيري.
لن يرعوي من خطط للحادث أن يكرر ذلك وما فعل هذا إلا رسالة نذير فحسب، لأن من اسبتح دم المسلم فقد كفر.
أفيقوا يا أبناء صعدة قبل وقوع الكارثة ومدوا أيديكم إلى أيدي إخوانكم الذين جاؤوا لحمايتكم من هؤلاء المجرمين.
تبرؤوا من كل حامل لهذه الفكرة الخبيثة الدموية واصدقوا الله في ذلك فإن الله إذا علم صدقكم أيدكم وجمع كلمتكم.
لقد صدر عفو بعد آخر، وإخراج آخرين ومتورطين من السجون، وعوض الناس القاصي والداني، وانصاع للوساطة القطرية أناس أرادوا إصلاح ذات البين، مع عدم عجزهم عن حسم الموقف مبكراً كما يعلم ذلك الكل.
إلا أن الحلم يقابل بهذا الغدر، ويقابل التهدئة بهذا الاغتيال الآثم الذي يبرأ منه الله ورسوله إن صد عن سبيل الله وعن الصلاة، وعن الجمعة والجماعة (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها سامه وسعى في خرابها).
هذا هو عين الظلم والصد والمنع والتخريب الذي لايقره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يقره من في قلبه غيرة على دينه. .
يا مشائخ صعدة. . يا عقال صعدة. . يا أبناء صعدة. . رجالاً ونساء قفوا صفاً واحداً أمام مواكب التمرد وقوى التخريب أوقفوا تآمر المنافقين وتنقلاتهم وتواصلهم، اكشفوا عن المذبذبين الساعين لإذكاء الفتنة.
كونوا مع إخوانكم دعاة السلم ضد كل غدر أو خيانة.
إن كل غادر ينصب له يوم القيامة لواء الغادرين فيرمي به في جهنم، فحاربوا الغدر وأهله فإن الله ورسوله لايحب أهل الغدر ولا النفاق.
وكل ذي وجهين ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).
* أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان