فاضل مشعل- بغداد
حذر مختصون عراقيون من تمركز قوات أميركية بمواقع أثرية مهمة في العراق, جعلت ترابها الموغل في القدم سواتر لجنودها.
وقال المسؤول في دائرة الآثار العراقية حميد عبد النبي إن قوة عسكرية أميركية داهمت دار الوالي -وهو موقع آثار عراقي مهم- واعتقلت حارسها وعبثت بموجوداتها، ما أدى إلى تخريب العديد منها.
وتحدث عن تسعة مواقع أثرية أخرى في شارع الرشيد وسط العاصمة داهمتها القوات الأميركية, وعن مواد وأدوات تخص لجانا مهتمة بشؤون المواقع تعرضت للتخريب أثناء الدهم.
وكشف عبد النبي عن مواقع أثرية أخرى تحولت إلى معسكرات للقوات الأميركية. ومن هذه المواقع سامراء وجامعها الكبير الذي يضم المئذنة الملوية، ومدينة بابل التي يزيد عمر مواقعها على خمسة آلاف عام وتضم زقورة بابل ومسارحها الكبيرة.
وقال عبد النبي إن الجنود الأميركيين أخذوا يملؤون أكياس متاريسهم من أتربة الآثار التي لكل ذرة منها تاريخ موغل في القدم, كما بدأت قوات عسكرية عراقية استعداداتها لإقامة مقر ونقطة عسكرية فوق تل سطيح الأثري بين منطقتي الدور والضلوعية شمال بغداد.
ودعت وزارة الدولة للسياحة والآثار الجهات المعنية إلى "منع التجاوزات التي طالت مؤخرا تلك المواقع والقيام بحملة تنقيب إنقاذية لآثار العراق النفيسة".
كما حذر مختصون في الآثار العراقية من مجموعات دولية تسلك الطريق من عمان إلى إسرائيل فأوروبا تنشط في تهريب آثار العراق, في عمليات منظمة مستمرة منذ الاحتلال الأميركي عام 2003.
وكان مستشار وزير الدولة للسياحة والآثار بهاء المياحي تحدث في تصريحات صحفية عن "شبكة دولية لها جذور في العراق تعمل على تهريب القطع المسروقة وتقوم بنقلها من العراق عبر الأردن فالضفة الغربية فإسرائيل ثم أوروبا".
كما تحدث المستشار عن تهريب بعض الآثار عن طريق الإمارات العربية المتحدة.
واعترف المياحي بوجود صعوبات تواجه استرداد القطع الأثرية من دول أوروبية تطلب من العراق تقديم إثباتات بعائدية القطع المسروقة إلى الحضارات العراقية, في حين تقف دول كالولايات المتحدة موقف المتفرج إزاء بيع الآثار العراقية في معارض الآثار.
وقال إن "الحل الوحيد للحفاظ على كنوز العراق هو إبرام اتفاق دولي لفرض حظر على المتاجرة بتلك الآثار التي تخص تأريخ العالم وليس العراق لوحده".