كروان عبد الهادي الشرجبي
البطالة + الفقر = عمالة الأطفال
قد يستغرب البعض هذا العنوان ولكنه يمثل عملية حسابية بسيطة لأحد أسباب عمالة الأطفال في اليمن لأنها تعد ظاهرة خطيرة تواجه المجتمعات الإنسانية في كثير من دول العالم وفي مقدمتها دول العالم الثالث التي برزت في معظمها هذه الظاهرة وباتت في الفترة الأخيرة في أواخر القرن المنصرم تمثل مصدر قلق وتحد كبير بالنسبة للأنظمة والحكومات.
واليمن إحدى تلك الدول التي تعاني من مشكلة عمالة الأطفال وتمثل هذه المشكلة تحديداً غير عادي خصوصاً بعد أن تفاقمت واتسع نطاقها ووصلت إلى مرحلة تشكل فيها تهديداً مباشراً لمستقبل الأمن والاستقرار الاجتماعي في اليمن لما يترتب عليها من ظواهر سلبية ومشاكل اجتماعية موقوتة لا يمكن التكهن بتأثيراتها مستقبلاً، ومن أبرز الأسباب التي تقف وراء تنامي ظاهرة عمالة الأطفال تلك المتصلة بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي شهدت تراجعاً كبيراً فما أدى إلى تزايد معدلات البطالة والفقر، إن تدني مستوى دخل الفرد في اليمن تؤدي بدورها للدفع بالأطفال إلى أرصفه العمل وامتهان حرف تفوق أعمارهم وتشكل خطورة عليهم ويؤكد الباحثون الاجتماعيون أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تنفيذ عدد من الخطط المتداخلة نظراً لتداخل الأسباب التي تؤدي إلى اتساع هذه الظاهرة.
إن هذه الظاهرة شهدت خلال السنوات الأخيرة نمواً كبيراً وإنها بدأت تأخذ أبعاداً اجتماعية جديدة وخطيرة وإنها أصبحت تشكل قلقاً اجتماعياً كبيراً لأن أغلب الأطفال العاملين يتحملون مسؤولية إعالة أسرهم.
إذن الفقر يعتبر سبب من أسباباً انتشار هذه الظاهرة وأيضاً تسرب الأطفال من المدارس يعد سبباً حيث أكد تقرير رسمي أن 250 طفلاً من كل ألف يكملون المرحلة الأساسية في بينما 24 طفلاً من كل ألف يكملون المرحلة الأساسية بعد تأخر والبقية يتسربون في المرحلة الأولى قبل الصف السادس.
إن هؤلاء الأطفال يتسربون من مدارسهم ليعملوا على أرصفة الشوارع كباعة متجولين وفي مسح السيارات بسبب دفع الأسر الفقيرة أبنائها إلى العمل بدلاً من المدرسة وبذلك يكون أولئك الأطفال ملتحقين بالمدارس أسمياً فقط دون انضباط أو حضور.
وإن خطورة ما يواجهه الأطفال هو دفع الأطفال للعمل في أعمال تعد من أسوأ الأعمال مثل الدعارة وأنشطة غير مشروعة لاسيما ترويج المخدرات أو بيع الأطفال والاتجار بهم وإجبارهم على العمل وتعتبر ظاهرة تهريب الأطفال للعمل في الدول المجاورة واستخدامهم للعمل في مهن تفوق طاقتهم ولا تناسب أعمارهم بالإضافة إلى تعرضهم لمخاطر عديدة "من أخطر ما يقلق في هذه الظاهرة".
إن الدول قد اهتمت فعلاًُ بهذه الظاهرة حيث تم التعاون مع منظمة العمل الدولية لمكافحة عمل الأطفال، إلا أن الدولة لوحدها لن تستطيع معالجة هذه الظاهرة إلا في إطار الجهد التنموي المتكامل واشتراك منظمات المجتمع المدني للتخفيف منها ومواجهتها ونحن في صحيفة "أخبار اليوم" واستكمالاً لهذا الموضوع سوف نقوم بعمل استطلاع شامل حول هذه الظاهرة قريباً إنشاء الله.
