كتب/ علي منصور مقراط
كان يتوقع المراقبون والمهتمون بالشأن الانتخابي لمحافظي المحافظات وأمين العاصمة بأن المسألة تحصيل حاصل ولم تكن ذات أهمية لا سيما بعد قرار أحزاب المشترك "المعارضة" مقاطعتها وانحصارها داخل حزب المؤتمر الحاكم وأن التجربة من بدايتها لن تحدث أية نتائج إيجابية أو تنافساً على كرسي المحافظ.. لكن الحاصل هو العكس فقد تحولت خطوة انتخاب المحافظين الأولى إلى مشهد ديمقراطي ملفت وتحولت أيضاً إلى حديث الساعة في الأوساط العامة بسبب وجود المنافسين للمرشحين الذين انزلتهم اللجنة العامة للمؤتمر الحاكم في أكثر من محافظة والأرجح أن أكثر من شخصية قيادية بارزة في المؤتمر تخوض معركة المنافسة بصفتها المستقلة وهو الأمر الذي لم يتوقعه الكثيرون وهذا المشهد التنافسي الساخن وجه صفعة جديدة للمعارضة التي حاولت التقليل من تجربة انتخاب المحافظين ولم يكن في حسبانها أن يمارس المؤتمر الحياة الديمقراطية في داخله والتي انعدمت في داخلها "أحزاب المعارضة"..
اللافت من موقع متابعتي كصحفي ما يدور في عديد من المحافظات من حرارة التنافس المحموم الذي بلغ ذروته وأخص هنا محافظة البيضاء التي يتنافس فيها ثلاث شخصيات بارزه وهي مرشح المؤتمر ناصر الخضر السوادي الأمين العام الحالي للمحافظة وناصر عبدربه السوادي وكيل محافظة شبوة ومحمد ناصر العامري الوكيل الأول ورئيس المؤتمر الحاكم بالمحافظة.. الأول المرشح المنزل من اللجنة العامة والأخير القيادي المؤسس للمؤتمر ورئيسه بالبيضاء الذي قضى أغلى سنوات العمر في لبناء التنظيم وتوسيع قاعدته والحفاظ عليه وزاد أن خدم المحافظة من موقعه كوكيل أكثر من عقد من الزمن وأصبح محط إجماع الهيئات الناخبة للمحليات في سائر مديريات المحافظة وزاد تمسك القوى السياسية والواجهات الاجتماعية فيها.
والحقيقة أنني لا أقلل هنا من الثقل والقبول الاجتماعي لمرشح المؤتمر الأمين العام لمحلي البيضاء ناصر السوادي.. لكن الحقيقة يجب أن تقال لأنصاف شخصية سياسية واجتماعية ومناضل وحدوي شريف ومؤتمري من الطراز الأول النخبويه بحجم ومستوى الأستاذ محمد ناصر العامري الذي وجد تأييداً وتعاطفاً كبيراً من جميع الهيئات القيادية وأعضاء الهيئات الناخبة بالمحافظة.
والشيء الآخر ما يدور في محافظة لحج الخضراء من تنافس ساخن بين مرشح المؤتمر القيادي البارز محسن النقيب والأمين العام لمحلي المحافظة علي ماطر الذي ترشح بصفة مستقلة وهنا لاأنحاز إلى مرشح الحاكم محسن النقيب بل شهدا لتاريخ بأحقية واستحقاقه لكرسي محافظ لحج بجدارة لا تقليلاً بقدرات علي ماطر المشهود بكفائته الإدارية.. بل والأرجح أن محسن النقيب الذي تولى منصب وكيلاً لمحافظة لحج منذ (12) عام ثم رئيساً للمؤتمر بالمحافظة وعضواً في اللجنة العامة كان له الدور الملموس والفضل في دعم وإيصال ماطر إلى منصب نائب المحافظ من موقعه كرئيس للمؤتمر الحاكم وفي أعلى هيئة لصنع القرار وزاد الصفحات المشرقة والمضيئة لمرشح الحاكم محسن النقيب لخدمة لحج وأبنائها والذي عرف بتعامله الرفيع مع قضياهم واحتياجاتهم من المشاريع الخدمية والإنمائية وتلك العوامل يفترض أن يقدرها الأخ/ علي ماطر ويتنازل للمرشح النقيب بروح رفيعة من الحكمة والمسؤولية.
خلاصة القول تبقى حمى المنافسة على أشدها في محافظات البيضاء ولحج ومعها أيضاً حجة ومأرب وشبوة وذمار وصنعاء وصعدة والجوف وغيرها إذا ما استجدت متغيرات جديدة على ساحة المشهد الانتخابي الذي يحسب للمؤتمر الحاكم وتسجل نقطة سوداء جديدة في وجه المعارضة.. والله الموفق.