عبدالمجيد السامعي
من أول الواجبات المنوطة بالدولة هي الحفاظ على الدماء والأعراض والحقوق" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" ولا يتم ذلك إلا بالمحافظة على كينونة الإنسان وعقله من أن ينتهك من قبل المضللين والمحرضين الذين غالباً ما يقدمون الحق على أنه باطل والحرام على أنه واجب.
فلذلك لا بد من تطوير منهجية الفهم ومنهجية الاستيعاب والاستفادة من تجارب الآخرين في شتى المجالات الإنسانية، والثقافية وغير ذلك وصولاً لإحداث ثورة ثقافية وعلمية ليرتفع ويتعزز مستوى الأداء في قضايا حقوق الإنسان وصولاً لتحقيق التوازن بين كافة شرائح المجتمع بعيداً عن الانتماءات والمحسوبيات وجبل الإنسان على نوازع الخير والرحمة والإشفاق، وأتت الشرائع السماوية لتنظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان على مستوى الأسرة والمجتمع ككل، لترتبط الأخلاق والمعاملات بمنهج الله عز وجل، فالسلوك الحسن يعد عملاً صالحاً والسلوك السلبي يعد إثماً وخطيئة، وأي عمل مذموم يرتكبه ابن آدم سواء كان في حق الله أو في حق العباد يكون محسوباً ظلماً.
ويختلف فهم الظلم وفهم العدل من إنسان إلى آخر بحسب العوامل الثقافية والبيئية التي قد ترتكز على أساس عقائدي أو غيره لدى البعض.
فقد يرتكب شخص ما جرماً وهو لا يدرك ولا يعلم ما هيته، وقد يرتكب أفعالاً حسنة كذلك، الإنسان كائن غريب وعجيب مكوناته جسد يتكون من لحم ودم وأعصاب وعقلاً وقلباً وفؤاداً وضميراً.
كل مسمى من هذه المسميات له بعد خاص به، عندما تتعرض هذه الحواس للضرر والجرم عبر الجريمة المنظمة أو التحريض أو الأذى المباشر يفقد الإنسان توازنه وينعكس ذلك على عطاءاته وإبداعاته وواجباته تجاه من حوله ومجتمعه.
ومن هنا يفقد الإنسان أهليته واستخلافه في الأرض "إني جاعل في الأرض خليفة" ولذلك كرست الشرائع السماوية قضية الحفاظ على الدماء والأرواح والحقوق والواجبات وما يترتب عليها، وفي ضوء ذلك تسن الدساتير والقوانين لتنظيم أوجه الارتباط والواجبات والحقوق والاختصاصات على مستوى الفرد والدولة والمجتمع.