;

إدمان بعض الشباب على الأدوية المهدئة 956

2008-05-13 13:34:18

نبيل مصطفى مهدي

يقود الإدمان إلى تدمير المواطن والوطن.. وتتطلب مكافحته التنسيق على كل مستوى، بدءً من التعاون بين الدوائر المعنية في الدولة إلى الأسرة أو البيت، لأنه أصبح ظاهرة اجتماعية واقتصادية معقدة وخطيرة، لم تعد الصعوبات التي تواجه الدولة أو المواطن أو تلك المتعلقة بقضايا الاستقرار والأمن وحدها هي التي تؤرق الدولة أو المواطن.

فبعد أن تحققت العديد من المنجزات والتقدم في عدد من مجالات الحياة المختلفة لا تزال هناك بعض التوترات الاقتصادية والاجتماعية تشكل بصمات عار على جبين أي تقدم قد يكون أنجز أو يتم إنجازه من هذه التوترات ظهور ظاهرة الإدمان لبعض الأدوية المهدئة أو المسكنة خلال السنوات الماضية، كاستخدام أدوية الديزبم والمجدون والريستل وغيرها من الأدوية المهدئة التي تسخدم لعلاج بعض الأمراض النفسية، والعصبية وغير ذلك، ظاهرة تناول هذه الأدوية أصبحت منتشرة بين أوساط بعض صغار السن والشباب ذكوراً وإناثاً.

بل وأدمن البعض عليها وقد لا حظت ذلك بعيني خاصة وأن البعض من هؤلاء يتربط بعلاقة صداقة مع بعضهم ويتواجدون بعض الأحيان في أماكن عامة كشواطئ السواحل أو في أطراف الشوارع وأحياناً يتجولون في الأسواق، وجميعهم من مدمني الأدوية المهدئة ويتحصلون عليها عبر علاقات مع أشخاص يقومون ببيعها لهم وأحياناً من المستشفيات عبر أصدقاء ونعتقد أنهم مدمنين أيضاً وأحياناً أخرى يتم شراؤها من الصيدليات بطرق عديدة.

إن هذا الإدمان الخطير والذي قد يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي والإضرار بالصحة كما نعتقد بالإضافة أن التدمير الأخلاقي والاجتماعي بالإضافة أيضاً إلى تدمير مستقبل الجيل الصاعد والذي نعتبره عماد المستقبل.

ان هذا الإدمان الذي قد يؤدي إلى تدمير القدرة العقلية لمتناوليه من الشباب يقضي عليه كإنسان تحتضنه أسرة ويضمه وطن.

ان توسع انتشار هذه الظاهرة من المؤكد أنها سترافق توالد ظواهر وأنشطة أخرى تسير في توازٍ معها وتعكس تأثيراتها المدمرة على الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية في البلد.

بالرغم من أن العالم في أشد الاحتياج إلى التكاتف من أجل محاربة الإدمان بأنواعه المختلفة إلا أن الدولة مسؤولة عن مكافحة هذه الظاهرة في داخل الوطن، ذلك حماية ليس فقط لعناصر المجتمع ذاته بل حماية لمستقبل الحضارة بأكملها أيضاً تقع هناك مسؤوليات محددة عن الأسرة لأنها الخلية التي تثبت قيمها في نفوس الأطفال منذ المولد فالطفل الذي ينشأ في بيت لا يعرف الإدمان عادة ما يتكون لديه اقتناع بخطورة هذه العادة المدمرة، فالآباء والأمهات هم القدوة الحقيقية لأطفالهم، ولا شك أن حماية الأبناء والبنات من كل هذه الأخطار تحتاج إلى تكاتف وإدراك فلا يكفي أن تقدم لهم الإرشادات ولكن لا بد من نسج علاقات الصداقة معهم بحيث نصرف كل شيء عنهم، وكذلك نضمن أن نكون موضع أسرارهم الكبيرة والصغيرة، وعند مناقشة الأبناء والبنات يجب أن نتذكر المثل الياباني الذي يقول "اعط كل الإمكانات... ولكن لا تفرط في تدليلهم" وهذا ما يجب أن يسري في كل بيت وفي كل وطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد