;

ستون عاماً على نكبتنا ! 767

2008-05-13 13:40:38

محمد بن ناصر الحزمي *

تصادف هذه الأيام ذكرى النكبة وهي ذكرى اجتثاث شعب فلسطين من وطنه وإحلال شعب آخر بقرار التقسيم الأممي 181 وكل عام تمر هذه الذكرى الغير عزيزة على قلوبنا لكنها هذه المرة تتميز بالعدد الذهبي ستون عاما.

ونكبتنا الحقيقة لم تبدأ منذ ستين عاماً وان جعلتها عنواناً لمقالي وإلا فنكبتنا بدأت يوم سقطت الخلافة العثمانية... وبدأت يوم قدسنا الحدود الاستعمارية... وبدأت يوم أزحنا من الحكم الشريعة الإسلامية... وبدأت يوم حكمتنا القوى العلمانية... ونكبتنا يوم حولنا عقولنا من عقول إنتاجية إلى عقول استهلاكية... نكبتنا يوم شعرنا بالهزيمة النفسية ونقص الشخصية... فذهبنا نعوض ذلك باستشراب المفاهيم الغربية... وبدأت يوم قدسنا الديمقراطية وعشقنا الحزبية... فتفرقنا أشتاتاً وكيانات وهمية... وبدأت يوم اقتحمنا ميدان الأغنية... وصنعنا من الفساق نجوماً علوية... وتمتعنا بغثاء القنوات الفضائية وبدأت يوم قبلنا أبا جل ومنحناه قصائد شعرية.. نكبتنا أننا قذفنا بأنفسنا برغم عددنا إلى شاطئ الغثائية ونكبتنا يوم خضعنا للنعرات الجاهلية... فهذا حميري وهذا فرعوني وآخر كنعاني ونسينا أن الله وحدنا بقوله "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" نكبتنا يوم قزمنا قضية فلسطين من قضية إسلامية إلى عربية إلى فلسطينية إسرائيلية واليوم صارت قضية رام الله أو عباس مع إسرائيل فإذا اتفق الطرفان صفقت الأمة الإسلامية نكبتنا اليوم أننا بعد ستون عاماً أضفنا إلى نكبتنا نكبات، فالفلسطينيون ثلاثة، فلسطينيو غزة وفلسطينيو الضفة وفلسطينيو 48 والعراق والصومال وأفغانستان دخلت عالم النكبات بمساعدات دول عربية وإسلامية.

نكبتنا أننا نكبة على أنفسنا قال تعالى "أولما أصباتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انا هذا قل هو من عند انفسكم" وتصديقاً لما ذكرت هذه هي الأرقام

60 عاماً أكلنا من "السكريم" ما يكفي لقيام مفاعلين نوويين.

60 عاماً ما انفق على المكياج والمساحيق ما يكفي لزراعة الربع الخالي قمحاً.

60 عاماً انفق على السيجارة يكفي لقيام العشرات من المصانع الثقيلة.

60 عاماً ما أنفق على الخمور والمخدرات يكفي لتأمين الغذاء العربي والإسلامي.

60 عاماً ما أنفق على الغناء يكفي لإقامة محطتي فضاء.

60 عاماً ما أنفق على كرة القدم يكفي لإنشاء 4 مصانع طائرات.

60 عاماً ما أنفق على كريم كرميلا والمحلبية ما يكفي لإنشاء العشرات من مزارع الأبقار والماشية.

60 عاماً ما أنفق على آخر صرعة وآخر موضة وآخر قصة يكفي لإنتاج 50 ألف ميجاوات من الطاقة.

60 عاماً والكيان الصهيوني دولة واحدة والمسلمون أكثر من 50 دولة.

60 عاماً والكيان الصهيوني محافظ على أساس بقائه وهو الدين الذي سمى دولته باسمه والمسلمون يصارعون دينهم بلا هواده.

60 عاماً وملايين الفلسطينيين يصيحون عائدون ولكن كما قال أحمد مطر:

هرم الناس وكانوا يرضعون، عندما قال المغني عائدون، يا فلسطين وما زال المغني يغني، وملايين اللحون، في فضاء الجرح تفنى، واليتامى من يتامى يولدون، يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون، ساءهم ما يشهدون، فمضوا يستنكرون، ويخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون، عائدون، ولقد عاد الأسى للمرة الألف، فلا عدنا ولا هم يحزنون.

وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

* عضو مجلس النواب

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد