كروان عبد الهادي الشرجبي
اتخاذ القرار
تتقلب الدنيا بالناس فلا تترك أحداً ماشياً أو جالساً أو واقفاً هذا هو قانون التغير الذي لا يتغير.
يعمل الإنسان أحياناً عملاً من أجل كسب الرزق فقط، أي أنه عمل لا علاقة له بأي ميول.. وبالتالي فإنه لا يهتم كثيراً بأمر هذا العمل فلو سئل عن بدائياته وأسراره تجده لا يعرف شيئاً.
إن ذلك قد يولد لدى بعض الأشخاص السخط والإحباط والقلق والتمرد على الوضع الذي يعيشه لأنه رسم أحلاماً عديدة للحياة التي سوف يعيشها!! وهنا تخطر في ذهنه عدة أسئلة.
هل هذه الحياة هي التي رسمتها لنفسي؟ هل هذه الوظيفة هي التي حلمت بها؟. إن الإجابة على هذه الأسئلة تجعلك تعرف ماذا تريد بالضبط!!.
إن لحظة اتخاذ القرار التي تواجه الناس والشباب بصورة خاصة في بداية حياتهم تجعلنا نضع أمامكم تجربة لشخص كان يعمل عملاً لا يعرف عنه شيئاً سوى كسب المال وكان يحتقر تلك الوظيفة لأنها لم تكن حلمة أبداً إذا كان يحلم بتأليف كتب منذ أن كان في المدرسة فوجد نفسه يسأل ماذا أنجزت وماذا حققت من أحلامي فقد عرف أنه لم يحقق شيئاً سوى هذه الوظيفة التي لم يحبها يوماً!!!
لذا أقرر أن يتكرها ويلحق بالقطار الذي كاد أن يفوته وبالفعل بدأ بكتابة الروايات والقصص القصيرة وها هو اليوم كاتب معروف ومشهور أنه "ديل كارينجي" أميركي الأصل.
فما نود قوله أنه على الإنسان أن يبحث في قرارة نفسه عن إمكانياته عن مهاراته عن أحلامه التي كان يحلم بها حتى لو كانت أحلاماً بسيطة.
إن بإمكاننا تنفيذ ما نصبوا إليه ونحقق أحلامنا إذا ما أاتخذنا القرار في اللحظة المناسبة ولا نأسف على ترك شيء لا نغرب به بل ننظر إلى المستقبل وكيفية العيش معه والتمتع بحياة أكثر سعادة.
غزة تحتضر
إن ما يجري على الساحة الفلسطينية لا يرضى الله ولا رسوله إن غزة في حصار يمنع أهلها من الدخول أو الخروج ويموت أهلها من الجوع وأخيراً تقطع عنهم الكهرباء!! وماذا يريدون هؤلاء القتلة ما ذنب الأبرياء!! أين العرب من غزة؟
اجتمع العرب في آذار "مارس" في قمة عربية "قمة دمشق" فماذا كانت الحصيلة لا شيء ما هي القرارات المتخذة بشأن غزة لا شيء حتى وإن وجدت قرارات فهي قرارات منمقة ومكتوبة بخط جميل "عفواً مطبوعة على أحدث الآلات الكمبيوتر" لتوضع في الأرشيف أو على الرف.
عندما كان العرب مجتمعين آنذاك كانت المستوطنات تبنى وكأن إسرائيل تقول ماذا ستعملون يا عرب وبالفعل ماذا فعلنا لا شيء سوى أننا نتفرج على الأطفال يموتون والمرضى يموتون في المستشفى الآن من جراء انقطاع التيار الكهربائي.
ولم يحرك وزراء الخارجية العرب ساكناً.
في حين أن اندلاع حرب أهلية في لبنان ونقول "أهلية" اجتمع بشأنها وزراء الخارجية العرب من أجل إيجاد حل للبنان علماً بأن اللبنانيين لن يرضوا بأي حلول لأنها أصلاً مسألة داخلية وتصفية حسابات فيما بين اللبنانيين أنفسهم، أما كان من الأجدر أن نجد حلاً لغزة القابعة في ظل الحصار أما علينا أن نقوم بتطبيق القرارات الصادرة عن قمتنا العربية، إن غزة تحتضر ونحن نتفرج مكتوفي الأيدي، لا نمتلك إلا الدعاء لله بأن يخلصها من المعتدي الغادر قريباً إنشاء الله.
