كروان عبد الهادي الشرجبي
حوار مع النفس
ما أكثر شيء مدهش في البشر؟
البشر يملون من الطفولة يسارعون ليكبروا ثم يتوقون أن يعودوا أطفالاً ثانية يضيعون صحتهم ليجمعوا المال ثم ينفقون المال ليستعيدوا الصحة.
يفكرون بالمستقبل بقلق وينسون الحاضر فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ويموتوا كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً.
وما دروس الحياة التي على البشر أن يتعلموها؟، هي أنهم لا يستطيعون جعل أحد يحبهم كل ما يستطيعون فعله هو جعل أنفسهم محبوبين.
فليتعلموا التسامح ويجربوا الغفران وليتعلموا أنهم قد يسببون جروحاً عميقة لمن يحبون في بضع دقائق فقط ولكن قد يحتاجون لمداواتهم سنوات طويلة وليتعلموا أن الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقل، وليتعلموا أن هناك أشخاصاً يحبونهم جداً ولكنهم لم يتعلموا كيف يظهرون أو يعبرون عن شعورهم وليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الآخر.. ولكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضاً.
هموم مواطن
إن الارتفاع المتوالي في الأسعار جعل أرباب
العمل يتجهون للعمل في أكثر من وظيفة حتى وإن كانت بسيطة المهم أن هذه الوظيفة لها مردوداً ودخلاً يساعد رب الأسرة على أن يحتفظ لأسرته أو يبقي أسرته في مستوى معيشي معقول، إذ يتفاجأ المواطن اليمني بين ليلة وضحاها بارتفاع خيالي لأسعار المواد الغذائية الضرورية لتصل إلى 100% من غالبية السلع الضرورية "الدقيق، القمح، الأرز، الحليب"..
إن هذه المواد تعتبر الركيزة الأساسية في الغذاء ليس لليمنيين فقط وإنما للعرب ككل لذلك أي ارتفاعات في الأسعار تجعل المواطن يعيش أجواءً من الذهول والخوف جراء تفاقم الأوضاع المعيشية وانعكاسات ذلك على استقرار الأسر اليمنية التي لم تعد ميزانيتها قادرة على تتمل أي مفاجأت.
إن تفاقم ظاهرة الفقر ترجع أساساً إلى تدني مستوى دخل الفرد، إذ تواجه المواطن اليمني مشكلة يصعب حلها وهي الأجور والأسعار هذا المشكلة لا تجرؤ أكبر العقول الاقتصادية على حلها.
فإذا كان الدخل المتوسط لأي فرد 30 ألف ريال فإنه ينفق في الشهر 150 ألف ريال، ومن راتبه 50 ما فوق كذلك ينفق ضعف راتبه، طبعاً موزعة ما بين تعليم وعلاج ومسكن وملبس إلى آخره.
من أين تحصل الأسر على الفرق بين ما تحصل عليه من المرتب وما تنفق عليه؟