محمد أمين الداهية
عندما يرتدي الإرهاب قناع الإنسانية ويسعى بكل الوسائل المتاحة والغير متاحة للظهور بصاحب الضمير الحي الذي يرفض أن يرى الظلم والقتل والدمار في أي مكان وبالذات في الدول العربية، بغض النظر عن هوية ودين وقيم هذه الدولة، المهم أنه بقناعه المفضوح، لا يهدأ له بال والدول العربية تعاني من صراعات وأزمات سياسية ومواجهات داخلية، فهو بقناعه المقبول عند بعض اللئام، يعتبر القادر على دحر الظلم الذي هو سيفه والقضاء على إخوانهم العرب الذين يشكلون حاجزاً منيعاً بينهم وبين أطماعهم التي عجزوا عن تحقيقها بسبب يقظة وحرص الأمناء من أبناء لبنان الشرفاء على وطنهم من الاستنزاف لخيراته من قبل أولئك اللئام، الذين يعتقدون أن شيطانهم لن يخذلهم، لأنهم فعلاً لم يخذلوه وحققوا له طلبه ورغبته، فأشعلوا نار الفتنة وأعلنوا العصيان على وطنهم وأبوا إلا أن يكون الإرهاب حاضراً ومعلناً وقفته الشجاعة بأنه لن يظل مكتوف اليدين أمام مصير لبنان، فهؤلاء اللئام من العرب المهجنين الذين أصابهم الندم لخسارة الجيش الصهيوني وهزيمته النكراء من قبل أبطال المقاومة الشرفاء والغيورين على وطنهم وعرضهم، فهم ومنذ حرب تموز يتلقون الأوامر والتعليمات من شياطينهم بأن ينفذوا ما استطاعوا أن يصلوا إليه الآن من قتل بعضهم البعض وإعلان الحرب الأهلية، التي بواسطتها يستطيعون هؤلاء اللئام أن يعطوا لشياطينهم الحق بالتدخل حسب قوانين القوة التي يصدرها هؤلاء الشياطين، ألا يعلم هؤلاء اللئام أنهم بأفعالهم هذه قد ألحقوا العار بأنفسهم وأن التاريخ قد سطر أسمائهم في باب الدياثة وصفحات الوحل التي ستظل بصمة عار لهؤلاء اللئام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... قد يتساءل القارئ ألا يوجد هناك وصف آخر غير كلمة لئام؟ بالطبع يوجد ولكن هذا الوصف الذي أعتبره مؤدباً تجاه أمثال هؤلاء العرب المهجنين، هو أنسب شيء لهم، ولا ننسى قول الشاعر "وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا"، فهؤلاء قد تمردوا على أهلهم ووطنهم، وقد باعوا أنفسهم علناً لأمر وسرا.. أما صاحب القناع الزائف والذي لا يرغب أن يغادر البيت الأبيض إلا وقد حاز الرضى مع مرتبة الشرف من مولاته الشمطاء إسرائيل، فنقول له حتى وإن حصلت على عملاء يقضوا حاجتك ويجلبوا إلى أحضانك الذريعة التي تنتظرها بفارغ الصبر لتبسط يدك الخبيثة أو تسخر لسانك القذر للتدخل والتحدث في قضايانا وشؤوننا العربية، فإن ما تسعى إليه صعب وعصيُّ مناله، حتى وإن وجد من يمضي ويوقع لك ويوافقك الرأي بأن هدفك هو القضاء على الإرهاب ونشر السلام في أرجاء العالم وبالذات في دولنا العربية، فقناعك قد كشف، وتاريخك يشهد عليك ويستطيع أن يخبرك "عن دورك في عملية السلام وبالذات في الشرق الأوسط".. يا أبناء لبنان ويا أيها العرب عموماً ذودوا عن أوطانكم وحافظوا على كرامتكم واعرفوا عدوكم من صديقكم، فكل شيء أصبح واضحاً ولا يوجد شيء يبعث الحيرة في قضايانا العربية، ويكفي ما نراه كل يوم ونسمعه عبر وسائل الإعلام، فقد صارت قضايانا نوعاً من الترفيه لزعماء الإرهاب في العالم.