عبدالله منصور الرصين
القهر الكلي، وقهر النفس، وقهر الجسد، وقهر الروح، هذه مظاهر زمن العولمة، وعواء الكلاب المفترسة، تحت أشكال شتى ولافتات وعناوين تتشكل وتتنوع وتتغير بحسب طبيعة اللحظة ونوايا أولئك الذين يريدون اللعبة في العالم من الصندقة، أي الكرتنة والتعليب، استشارات وتوجيهات الصندوق الدولي، الذي يصندق البلدان ويشكلها حسب مقاييسه لأنه مكلف حسب مهمته بالاهتمام بالنظام النقدي وإدارة أسعار الصرف، أما البنك الدولي الذي سمي حسب مهمته إعادة الإعمار والتنمية، والنتيجة ديون وخراب لبلدان العالم الفقيرة، هبوط عملاتها ونهاية ما كان من القليل من اقتصادياتها، والوضع عند أولئك الذين يريدون اللعبة على ما يرام مادامت تقاريرهم وبياناتهم حول نمو التجارة العالمية على خير اكتمال، أما ثالثهم منظمة التجارة العالمية، فلا حرج فقد أخرجوا مزارعي العالم في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية إلى الصفر والعوز.
الوضع هو قهر الشعوب والبلدان وأخذها أسيرة القروض والدين وبتلك الفرية والغش والخداع يزداد الفقر عتواً ونفورا وتتنوع أساليب الفبركة في الأرقام، التي لا تقترب ولو بلمسة سريعة من الحقيقة وشبهها، لأن الجوع الذي يعم والإيدز وانفلونزا الدجاج تكمل ما نقص من الأفكار العبقرية لهؤلاء الذين يريدون العالم حسب هواهم، ولا يكتفون بذلك، بل يقدمون المشاهد المغرية حتى عمق الغابات الأفريقية وعلى ضفاف الأمازون ووسط صحاري آسيا أن العالم بخير.
جبابرة الكون، اللصوص، السرق، وصور المداولات والنقاشات والأحاديث الفارغة، في أوراق الأمم ومجلس القهر، عن المسألة النووية وأين تكون الضربة القادمة؟ لا حديث هناك عن الجوع والموت... لا حديث ولو همساً عن الدموع الحارقة وهي تسيل كالمطر على وجوه أطفال العراق.