نجلاء عبد ربه - غزة
مع بداية دخول العطلة الصيفية بعد انتهاء عام دراسي طويل سيدخل سكان قطاع غزة في معاناة من نوع جديد ... ففي الوقت الذي تغلق إسرائيل قطاع غزة برا ، بحرا وجوا، لم يبقى لمئات الآلاف من الأسر الفلسطينية سوى شاطئ قطاع غزة متنفسا لهم , رغم تخوف الكثير من المواطنين من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف تجمعات المواطنين أمام شواطئ المدن الفلسطينية في قطاع غزة , كما فعلت مع عائلة "هدى غالية" عندما قتلت جميع أفراد أسرتها في صيف العام الماضي, فهذه المأساة لن يمحيها الوقت ولا الأزمان لشدة تأثيرها على نفس كل شخص شاهد بأم عيناه ما جرى لهذه الأسرة المنكوبة .
ومما يزيد من معاناة المواطنين منع السلطات الإسرائيلية من إدخال الوقود بشكل يومي لقطاع غزة مما سيطر المواطنين لاستخدام المواصلات البدائية كالحصن والحمير للتنزه نحو شواطئ غزة.
أحلام أطفال غزة كأحلام العديد من أطفال العالم, يحلمون بالعيش الهادئ الذي لا يحمل في طياته أي متاعب ولا أفكار تسبق أحلامهم الصغيرة, أحلام عصافير تطير بحرية في سماء بلدهم الغالي, أحلام عصافير لا تخاف من أي شباك تزرع لهم في أي مكانا كان... هؤلاء الأطفال قدموا وتعبوا خلال عامهم الدراسي والآن هم بحاجة للراحة والاستجمام والتنزه, السؤال أين ومتى وكيف؟؟ هو الذي يخطر ببال أهالي الأطفال, فالوضع سيئ ويزداد سوء داخل القطاع الأمر الذي يزيد الخناق حول المواطنين ويتعدى الأمر ليصل إلى أحلام الطفولة البريئة, فالطفل بشكل عام لاتهمه المشاكل التي تدور حوله ولا يهمه لا أين ولا متى ولا كيف المهم أريد ذلك, وهذا حق مشروع لهم لا يمكن إنكاره أو المحاولة لتناسيه.
الطفل أحمد أكمل اليوم السنة الدراسية الثالثة ويقول "سوف انجح وسأحوز على المرتبة الأولى إن شاء الله مثل ما وعت الماما والبابا, وهلا بدي ارتاح من متاعب الدراسة والصيف على الأبواب يعني وقت التنزه واللعب".
يسكت أحمد برهةً تم يتابع حديثة قائلا لمراسلة "إيلاف" "فكرك البابا والماما راح يوفوا بعدهم معي فهم وعدوني إذا بأخذ المرتبة الأوله راح يأخذوني أنا وأخوتي الصغار على مدينة الملاهي وعلى البحر يوم في الأسبوع كنوع من التشجيع لي, لكن لا أعلم ما هي الظروف" هكذا ينهي أحمد حديثة, لنكمل الحديث مع أم أحمد وبسؤالها هل بالإمكان تلبية وعود أحمد أم لا ؟؟ تجيب وهناك بعض الدموع المحتبسة داخل عينيها , أنا وأبو أحمد نحلم مثلهم ونتمنى تلبية كل متطلبات أطفالنا أو البعض منها إلا أن الظروف داخل القطاع هي التي تسيرنا وليس بمقدورنا نحن أن نسيرها.
وتضيف "كنا بالماضي في أي وقت بالصيف نطلب سيارة أجرة "التاكسي" لتأخذنا نحن والأولاد إلى شاطئ البحر, وخلال بضعة دقائق تصطف السيارة أمام البيت, لكن في الوقت الحالي يبدو إننا سنستعين بالمواصلات البدائية إن وجدت.
"يا حسرة على جوز نصرة" هذا ما قالته إيمان, تعبيرا عن عدم استطاعة زوجها قاسم لجلب حتى ابسط وسيلة مواصلات هي الان في غزة وهي "الكاره" التي يجرها الحمار أو الحصان إذا أمه دعيالوا لتنقلهم إلى البحر لو فكروا في التنزه, وتضيف إيمان قائلة " نحن نتمنى أن نعيش حياة كلها رفاهية ونتنزه في أي وقت نريد لكي نشعر أطفالنا بنوع أو جزء بسيط من السعادة التي يبحثون عنها, لكن هذا ليس حالنا فقط بل حال الكثير من أبناء هذا البلد, أصبحت وسيلة المواصلات شئ صعب المنال ولابد البحت عنه قبل المكان الذي نريد الذهاب إلىه".