;

فواصل قلم 897

2008-05-15 19:25:19

كروان عبد الهادي الشرجبي

شركاء في الحب

لماذا نرتدي أقنعة في الحب ونحن نذهب إليه بكل إرادتنا؟ لماذا نكذب ونتحمل ونخبئ ما يجب أن يعرفه كل حبيب عن الآخر؟ هذا هو الحب الكاذب.. مثل الحمل الكاذب.

لهذا يفسر الحب وهو مازال على الشجرة، الحب ليس مجرد حلم جميل يشاهده اثنان الحب أقرب إلى الواقع من الخيال وأبعد عن الحلم من الحقيقة.. منتهى الرومانسية أن تعيد حبك إلى الأرض كلما غافلك ليحلق في السماء، الضعفاء وحدهم يرونه طائر لا يعود حتى لا يصطدم بالتفاصيل الصعبة بالحياة، بالبشر، بالسلطة، والوظيفة.

منتهى الرومانسية لأنك رغم كل شيء تحب رغم كل ما يواجهك تحب رغم الأرق والمرض والخوف والألم تحب.. تجد من تهديه حبك وقلبك وكل ما تملك وتجد من يمد يديه ليخفف عنك ويمنحك طاقة لمواجهة الحياة ويضحك في وجهك ولا يسألك كم تدفع لكي أحبك؟ ماذا تعطي لكي تأخذ؟

حين نتبادل مشاعر خيال ودخان نصبح مثل اثنين في غيبوبة فاقدي الوعي، وعبارات الحب ليست أكثر من حروف، ليست أكثر من كلام، ليست أكثر من قرص مخدر.

وحين نتبادل الحب العادل الذي يتحمل فيه الطرفان كل ما في الحب وكل ما للحب وكل ما فوق الحب، نصبح على مستوى الحب:- ندخل بقدمينا عالماً لا نريد في المستقبل أن نخسره مهما كانت الظروف التي نعيشها بالفعل أو التي سوف تظهر في وقت آخر.

الحب شراكة بين اثنين تخضع لقانون الاحتمالات ويجب أن تتوقع كل التنبؤات حتى لو كانت مستحيلة، وفي هذا يجب أن يسأل الاثنان معاً هل نحن نحب حقاً؟ هل أنت مستعد لأن تدفع ثمن هذا الحب في أي وقت وكل وقت ومهما كانت الأزمة أو العاصفة، أو المشكلة في العالم العربي بأننا لسنا مؤهلين تماماً للحب ولا نملك ثقافة كاملة للحب.

نتصور أن الحب هو أغنيات أم كلثوم وعبدالحليم وعمرو دياب لا.. الحب ثقافة يجب أن توفرها العائلة لأطفالها حتى إذا كبروا عرفوا المعنى الحقيقي للحب واستطاعوا أن يقولوا الحقيقة مهما كانت ويدفعوا ثمن الحب وثقافة الحب هي التي يمكن أن تصنع عائلة قوية قادرة على التغلب على صعوبة الحياة وصناعة أجيال يعرفون تماماً معنى الحب.. قيمة الحب، وأصول الحب.

"متى يبدأ الحب"

ذات مرة اشتريت "فل" من السوق لحضور حفل زفاف وعند وصولي إلى البيت فتحت ما اشتريت ووجدت أوراق وقصاصات من قصص جميلة عن الحب نعم قصص قطعت ومزقت ليباع فيها الفل!!

فسألت نفسي هل من اخترع القصة كان يعرف أنه سيجدها في يوم من الأيام في وضع كهذا؟ لا اعتقد لأنها قصة رومانسية تتكلم عن الحب الحقيقي الذي افتقدناه في هذا الزمن الصعب؟.

هل سألنا أنفسنا يوماً كيف يبدأ الحب؟؟!! وإذا ما وجدناه كيف نحافظ عليه ونعتني به ونجعله يعيش معنا حاضراً جميلاً بكل تقلباته وتقلباتنا؟

يبدأ الحب مجرد مشاعر احتياج بين طرفين لديهما المساحة الكافية الخالية لاستقبال ما سوف نطلق عليه بعد ذلك الحب هذه المشاعر هي خليط من الراحة والبهجة والغريزة والأمان والخوف والاستقرار والتغيير والاكتشاف والصداقة.

ومع مرور الوقت نضيف لهذه المشاعر الكثير من الأمل والألوان والبريق والأسطورة ونبكي ونضحك ونتعلق بهذه المشاعر والخلطة المبدعة التي نسميها الحب، ونترك لها كل تفاصيل حياتنا، تسبقنا إلى العمل، تشاركنا الطعام، تقتسم معنا الأغنية وتصبح الحروف التي نكتب بها، واللحظات الأكثر سعادة في حياتنا، نحميها من العيون نخبئها من أقرب الناس إلينا، نحملها داخلنا أينما ذهبنا حتى لا نفقدها أو تفقدنا!!.

والمهم في الحب هو نقطة القوة التي يمكن أن تجعل الحب يدوم أو يموت.. أتعلم عزيزي القارئ ما هي النقطة؟

إنها الصراحة.. في كل شر على قول الحقيقة كاملة والتفاهم على الحلوة والمرة.. وعلى المواجهة وليس الهروب وعلى تجاوز الأزمات مهما كانت معاً!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد