محمد أمين الداهية
يا ترى ما الذي جرى للأمة العربية زعماءً وشعوباً، ستون عاماً ودموع الأقصى لم تتوقف لحظة واحدة، ستون عاماً وأنين فلسطين واستغاثتها في نكسات مستمرة، ستون عاماً وأبناء الخنازير يستحلون حرمات فلسطين ومقدساتها،شهداء،أسرى، جرحى، لاجئون، مشردون، مستوطنات رقص ولهو، وصخب، أقدام نجسة تتراقص فخراً وفرحاً على صدر أم العرب فلسطين، والسادة العرب أصاب النخوة والكرامة في سبات عميق، حتى وسائل الإعلام العربية التي تعتبر الديناميك المحرك لمشاعر العرب وتذكيرهم بقضاياهم التي قد ربما نسوها، تقف مكتوفة اليدين أمام ما تراه من اعتزاز للصهاينة المحتلين الذين يقيمون الاحتفالات ويحيون ذكرى الدوس على كرامة العرب وإذلالهم. حقاً لا ندري ما الذي أصاب العرب وفضائياتهم، هل أعلنوا استسلامهم وتخليهم عن مبادئهم وقضايا وطنهم، وحرفوا النظر إلى مصالحهم تنفيذاً لزعماء الإرهاب في العالم، أم أن هناك ضغوطات أجنبية على الحكومات العربية والتي بدورها تمارس ضغوطات وحضراً داخلياً على وسائل إعلامها، فإذا كان الأمر كذلك فهناك فضائيات عربية مستقلة لا تصل إليها ضغوطات حكوماتها، ولكن يبدو أن طول الصمت الذي استوطن قلوب العرب ومشاعرهم قد غير مجرى دمائهم، فأصبحت دماء العرب بادرة لا تثور إلا على بعضها، فها هو سيد الإرهاب يشارك إخوانه القردة احتفالهم في ذكرى تأسيس الكيان الصهيوني الطاغي وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره يعلن وقفته الظالمة ومساندته للدولة الآثمة، ويحثها على الاستمرار ومواصلة دأبها على قتل وأسر وتشريد كل عربي غيور في أرض فلسطين المحتلة، والعرب وزعمائهم في لهو يلعبون، زعماء مكبلين، شعوب عربية هامدة مغلوبة على أمرها فضائيات فاسدة لا تمثل إلا الصخب والمجون، لقد أصبح أبناء القردة والخنازير خير مثل على الأخوة الصادقة، حتى وإن وجد اختلاف فيما بينهم كما يقول البعض وأنهم متفرقون ومتناحرون فيما بينهم، المهم أنهم يد واحدة لمناصرة ظلمهم وقمعهم للعرب ومعتقداتهم وأوطانهم، أما الاختلاف والفرقة والتناحر فقد أصبحنا نحن العرب خير مثل على ذلك وبشكل ظاهر وعلني، والمصيبة الأدهى والأمر أننا أصبحنا نتناسى ونتجاهل ما يمر به إخواننا في أرجاء الوطن العربي والإسلامي وبالذات في أم العرب فلسطين التي ساندتها الفضائيات العربية بذكرى نكتبها بحفلات الرقص والمجون وعرض عربي مزري لأجساد البقايا وأفلام عربية إباحية الهدف منها السيطرة على عقول العرب وقلوبهم وجعلهم بعيدين كل البعد عن ما يلحقه المجرمون الصهاينة، بشرف وكرامة الأمة العربية، فعلاً لقد نجح الصهاينة بمخططاتهم القذرة واستطاعوا أن يجعلوا العرب في عزلة تامة وغير مطلعين على ما يمارسونه من انتهاكات لحرمات العرب تنشق لها الجبال. يا زعماء العرب يا من سلمتم سيفكم لقاتل أبنائكم ونسائكم، ورقصتم معه على شرف دماء أبناء فلسطين ودموع غزة، أيها الزعماء الأكارم لو أنكم كنتم آباءً أو إخواناً أو أبناءً لما قضت عليه يد الظلم في أرض فلسطين، أو لو أن تلك المرأة التي انقضت عليها كلاب الصهاينة أماً أو أختاً لكم، أو لو أن أولئك الأطفال الذي أصابهم الذعر وأعمت أعينهم الدموع أبناءً لكم، لكان موقفكم عكس ذلك تماماً ولم تكونوا تستقبلون ذلك الشيطان وسيوفكم الموجهة إلى نحره، لقد ماتت النخوة العربية وماتت الضمائر حقاً، واصبح كل قطر عربي لا يمثل إلا مصلحة الوطن والشعب لا تخدم إخواني المنكوبين وقضيتهم، وما دمت أنا لست بحاجة لهذه المصلحة وهناك البديل الذي يقضي لي مصلحة وطني وشعبه، فليس من الضروري أن ألجأ إلى قاتل أبنائي وإخواني العرب، أما بالقنوات والفضائيات العربية فنقول لهم: قليل من العروبة والنخوة والكرامة وحان الوقت لأن ترفضوا أن تظلوا لعبة إسرائيل في وطننا الجريح.
2008-05-17 11:42:13
