كروان عبد الهادي الشرجبي
حكاية الواد سيد"
يهتم أي صحفي في أي مكان بالعالم بالموضوعات الصحفية الجديدة والغريبة فمثلاً إذا عض كلب رجلاً فإن هذا لا يعد خبراً الخبر الحقيقي الذي يستحق النشر لغريته عندما يقوم الرجل بعض الكلب، ونحن هنا ننقل لكم الخبر الغريب بعدما تناولته محطة "ART" وقناة المستقبل وأخيراً محطة "mbc" التي تعرضه حالياً في مسلسل وهو "صرخة أنثى".
لا نطيل عليكم الخبر هو أن سيد الطالب الجامعي في سنة خامسة بكلية طب الأزهر اكتشف أنه ليس ذكراً مثل كل الذكور من حوله، وأنه فمن أعماقه أنثى، وكانت لديه الشجاعة والجرأة ليعترف لنفسه ومن حوله بهذا الإحساس بل وأن يسعى على إجراء عملية جراحية التي نقلته في عالم الذكور لعالم الإناث.
وأثناء عمل اللقاءات مع "سالي" التي كانت في الأصل سيد قالت أنها بعد العملية الجراحية فوجئت بالمشاكل والعواصف تهدد حياتها ولكنها قالت ومازالت تقول لمن سيتنكرون تحولها إلى عالم الإناث إن الله خلقها أصلاً أنثى وأنها منذ صغرها كانت تشعر بذلك وأنها كانت تكره ألعاب الأولاد. وأنها أثناء التحاقها بالجامعة سعت كثيراً من أجل أن تقوم الجامعة بعلاجها إلا أنها رفضت وقامت بإجراء العملية، الغريب في الموضوع أن الجامعة قامت بفصلها من الجامعة وقدمت دعوى قضائية ضد الجامعة وحكم فيها لصالحها إلا أن جامعة الأزهر رفضت تنفيذ الحكم وقد قامت سالي بدراسة آداب إنجليزي وتم مثولها وتخرجت بالفعل من جامعة القاهرة التي لم يهمها من الموضوع سوى العلم فقط.
وعلى الرغم من تخرجها وعملها الآن كمترجمة إلا أنها لازالت مصرة إلى العودة على مقاعد جامعة الأزهر لاستكمال دراستها في مجال الطلب ولا يأس مع الحياة.
إن قصة هذا الشاب أو الشابة سالي تجعلنا نؤمن بأن علينا ألا نكترث للترهات والتفاهات فماذا يعني أنها تحولت أو تحول المهم الإصرار على أنه من تكون في مجتمعك "إنسان لديه طموح وقادر على أن يواصل من أجل تحقيق طموحاته".
علماً بأن هناك الكثير من الرجال ليس لديهم طموح سالي والغريب أن هناك رجالاً أجروا عملية تحويل الغرض منها إبعاد الملل عن حياتهم وهناك من جعل نفسه شبيهاً بنانسي عجرم ومن جعل نفسه مثل أليسا ولله في خلقه شؤون.
الكآبة والهموم وعمر الإنسان
بعد دراسات وأبحاث طويلة عريضة حول مدى تأثر الإنسان بالهموم والعقاب سلباً أو إيجاباً على سنوات عمره انتهى العلماء والباحثون إلى نتيجة يمكن اختصارها بجملة واحدة تقول: إن عمر الإنسان قصر أو طال هو حالة ذهنية.. أي عقلية كيف؟؟
تقول دراسة صدرت في الولايات المتحدة أن الأبحاث المكثفة حول التركيب المادي والروحي للإنسان أثبتت أنه يقدر ما نتيجة الحياة يستطيع أن يكسب لعمره سنوات إضافية بعد إرادة الله طبعاً وأن مجموع هذه السنوات قد يصل إلى ما بين سبع وعشر سنوات.
والعكس إذا ما يتجه بتفكيره إلى الجانب السلبي التشاؤمي والنظر إلى شؤون الحياة بنظارة سوداء فإن عمره يقصر وتتساقط منه السنوات تباعاً.
إن التعامل مع شؤون الحياة بتفاؤل وإيجابية أهم بكثير لصحة الإنسان وسنوات عمره ونوعية حياته من التوقف عن التدخين وممارسة الرياضة أو حسن اختيار الغذاء الصحي، أنه بقدر ما يعمل الذهن على حل المشكلات ويتجاوز العقبات بانفتاح وهدوء بعيداً عن التوتر والهموم ينعكس ذلك إيجاباً على العقل في حد ذاته والقلب وسائر الأعضاء الخلايا.
وهي تلخص حقيقة واحدة ظاهرة من ذلك كله أن الإنسان يبدأ بالانحدار بسرعة نحو الشيخوخة عندما يدخل إلى قلبه التشاؤم والكراهية..
هناك فئة من الناس تعود على نمط معين في الحياة المتشائم وقد يكون أدمن هذه الحياة وصار جزءً من شخصيته يصعب فصله عنه فمثلاً إذا قيل لهم الجو جميل سيكون جوابهم قد تهب العواصف فجأة.
أمام هذه الفئة من الناس لا أملك شيئاً سوى الدعاء لهم بالشفاء وأن تعود بشائر التفاؤل إلى حياتهم.
عفواً عزيزي القارئ لا تظن أني إنسانة خالية من الهموم ولكني أؤمن أن الحاجة هي أم الاختراع وأنا كبشر بقدر ما تعتاد الأمور نبسطها ونحصرها في حجمها الطبيعي ننجح ولو بصورة نسبية في محاربة حالة من أهم العوامل التي تختصر حياة الإنسان وتسرع خطوات الشيخوخة إلى وجهه وجسمه وعقله.
