;

مهلة التمرد 922

2008-05-19 11:10:18

د. فضل بن عبدالله مراد

إن الفرق البطانية اليوم المدعومة من الحوزات الإيرانية ترغب في أن توجد أوراقاً تضغط من خلالها لتحقيق سياساتها العفنة في المنطقة، ومن أذرعتها تمرد صعدة التكفيري.

الذي هو الراعي الرسمي للعقيدة الباطنية المحرقة لأصول عقيدة الكتاب والسنة.

لقد أجمع علماء المسلمين أن من خرج بالسيف على أهل الإسلام يقتل برهم وفاجرهم ولا يتحاشى عن مؤمنهم إن واجب على الإمام إرسال من يناظرهم ويحاورهم فإن كان لهم شبهة أزالها، أو مظلمة رفعها سعياً للصلح وحقناً للدماء.

فإذا أصروا على بغيهم استعان بالله وقاتلهم حتى يكفوا عن البغي مساعي الصلح مرة بعد أخرى تقف أمام التعنت والبغي عاجزة.

لماذا فشلت الوساطة القطرية؟ ولماذا كان عنوان ذلك تفجير تكفيري لمسجد بن سلمان؟ ومن تبدأ بإشعال الفتيل؟

إن التنظيم الباطني الصفوي هو من يدير هذا كله هو من يقود التمرد في صعدة، كما هو الحال في لبنان بحزب الله، إلا أن تجاوب حزب الله سياسياً مع حوار الدوحة يدل على أن التيار الباطني المتمرد في صعدة ضحل العقيلة بدوائي التفكير.

تقوده عقلية كربلاء التي يصنع الباطنية بأنفسهم مالاً يصنعه الحيوان، يعدون ذلك قربة إلى الله.

إننا يجب أن نفهم أن هؤلاء يريدون تغيير الحكم في اليمن لتكون فرعاً للدولة الباطنية العالمية. .

هم يحملون معتقدات خاطئة ساعدت الدولة في نشرها حين تعاملت معه سياسياً على حساب تباينات معتدلة، وكان الصحيح أن يتعامل بنشر العقيدة الوسيطة عقيدة الكتاب والسنة، لا هؤلاء ولا هؤلاء الكتاب والسنة فقط وكان هذا سهلاً ميسوراً لو أرادات الدولة.

إن ورقة التدين لا يلعب بها ، ولا يمكن استثماره سياسياً لأن اللعب بها لعب بالنار فعلاً ومن لعب بالنار أحرق نفسه أولاً.

إن سياسات الإمهال بعد الآخر مع وضوح الرؤية الحقيقية للجانب الآخر المتصف بالخيانة والغدر والخديعة هراء وفشل قال تعالى: "وإما تخافن من قوم خيانة فأنبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين" هذا هو أمر الله الواضح وليغضب من غضب نعم من حقنا خيانته فلا عهد له ولا ذمة بل يجب أن نرمي بعهده معلنين براءتنا منه على سواء أي ظاهرة بيننا لتقوم الحجة. كيف والمسألة ليست مسألة خوف خيانة بل مسألة خيانة فعلية واغتيالات واستهداف للعسكريين والمدنيين المصلين في المساجد.

إن من يمهل بعد هذا فإنما يقدم الدمار رخيصة لكل خوان وغادر وباغٍ.

نسمع بهجوم هناك، وباغتيال هناك، وبتفجير هناك ثم يأتي من حوله المستشارون من يشير بالعفو والصفح والمهلة، ودماء الضحايا لمن؟! مع أنه لو كان هناك مصداقية وجنوح للسلم لوجب أما خيانة بعد أخرى فمن دعا إلى تلك الدعوات فهو من يتحمل المسؤولية أمام الله تعالى وفي المقابل يعجب الشخص من التعامل الفج والإلتوائي على من سلاحهم الكلمة الحرة وما فهد القرني عن ذاكرتنا ببعيد، في حين يقابل حملة الأربيجي سعة الصدر للمفارقات ومن يقف خلفها!!!، ثم يجب من جهة أخرى أن لا يسكت عن تجار الحروب ونخاسي التسلح الذين يبيعون ويشترون ولو على حساب أرواح ودماء الأبرياء.

كما يجب كذلك على قوى التوحيد المعنوي الغائب بلا عذر في سائر مراحل المعركة، والإعلام والأوقات والثقافة أن يضطلعوا بالدور الوطني، انظروا إلى المقاطع الرهيبة التي ينزلها أناس يحمون التمرد من الخلف هم بيننا تعرفهم في لحن القول.

كان يجب على هذه الجهات أن توجد الصامدين في خط النار بما يزيدهم صموداً وثباتاً وأن تكشف وتعري وتصدر حرباً فكرية مضادة مؤصلة بوسائل غير تقليدية تأتي على هذا الفكر التكفيري المظلم ولكن يا للأسف التوجيه لا ندري أين هو، والإعلام في غياهيب الجب، والثقافة تلاحق تراخيص الأناشيد في حين الإثنا عشرية وأفكارها تغص بها الأسواق.

والخطباء لا يعرفون عن ماذا يخطبون لغياب الإرشاد من عقود فيا للأسف، إني أدعو هذه الجهات أن تشاهد مقاطع الفيديو على الانترنت وهي تعرض فلول التمرد بلباس المجاهدين لقد ذكرتني هذه المقاطع المدبلجة بما كنا نشاهده على الشاشات أيام حرب البوسنة. لقد عرضوا مقاطع للرئيس في زياراته للجيش مع تعليق صوتي يجعل الرائي يقول إنه يشاهد شارون مع الجيش الإسرائيلي، وعرضوا صوراً من مؤتمر العلماء بدبلجة صوتية تظهر للسامع عمق تآمر العلماء وكأنك أمام بابوات الحرب ورجال الكنيست ولقطة أخرى لحسين الحوثي السابق وهو في عيد الغدير هذا يقبل ركبته وهذا يقبل يده وهذا. . والأناشيد الحماسية صادحة تجعل من الشاب يحمل بندقية إلى الهاوية. إن حرب إعلام وسلاح وأما الجهات الرسمية فكبروا عليها آراءً ليس هناك مقاطع كافية عن الوحدة اليمنية فضلاً عن مقاطع وتوجيهات لهذا التآمر العالمي الخطير فيا للكارثة، الجيش يقاتل بدون تغطية فكرية وميدانية وعقائدية كافية.

ثم يأتي من المرضى من يدعو لمهلة أو تهدئة لتكون الضحية الأبرياء ويتفعل التمرد ويصل إلى درجة الاستعصاء والتمنع.

إن التردد بعد الشورى محرم في الشريعة فقد شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد وكان قد رأى رؤيا من الوحي أنه لو خرج سيحصل قتل ومع ذلك أشار عليه الجمهور بالخروج فلما تجهز جاءه البعض نادماً كأنه أكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما كان لي أن أضع لأمتي حتى يحكم الله بيني وبينهم".

ولذلك قال الله تعالى: "وشاروهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله" فبعد الشورى عزم وتوكل وإقدام لا تردد واضطراب في المواقف وقبول أقوال المرضى والخونة والذين يفركون أيديهم فرحاً لو انتصر التمرد، فيجب على الرئيس أن يتعامل مع كل خوان وقح وتاجر وسمسار وخراج ولاج بما يحسم القضية ويبسط سلطة الأمن.


*أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد