;

الغدر... والحوثيون... والرافضة.. 932

2008-06-11 12:53:07

علي محمد العزاني

لقد حرم الله سبحانه الغدر والخيانة بين الناس وجاءت الشريعة الإسلامية بالتحذير من ارتكاب ذلك وبيَّن الله في كتابه والرسول في سنته عواقب ذلك على من سلك هذا المسلك، إذ أنه مناف للإيمان، فقد جاء من حديث الزبير بن العوام ومعاوية وغيرهم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: "الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن" أي المؤمن لا يفتك لا بغدر ولا ينقض العهود والعقود بل من غدر فإنه ينقض بذلك إيمانه وخشيته ومراقبته لربه، ولهذا بيّن النبي عليه الصلاة والسلام الغدر وأنه مناقض لدين الإسلام، فقد جاء من حديث أنس رضي الله عنه عن الإمام أحمد وغيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له"، بل جعل الرسول الغدر ونقض العهد من صفات المنافقين، فقد روى البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق "إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، أعاذنا الله من ذلك، وقد بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام عواقب الغدر في الدنيا والآخرة، فقد جاء عن الحاكم وغيره من حديث عمر بن الخمة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اطمأن الرجل إلى الرجل فقتله بعد أن اطمأن إليه نصب له يوم القيامة لواء يقال هذه غدرة فلان"، اللواء هو العلم ومكتوب على هذا اللواء هذا فلان الغادر، انظروا إلى الفضيحة الكبيرة على رؤوس الأشهاد"، وهذا الحديث ينطبق على الرافضة وممثلها في اليمن الحوثي ومن معه، فما أكثر ما غدروا بأهل اليمن سابقاً ولاحقاً لأن الغدر في صلب عقيدتهم، ولقد سمعت أن أحد الجنود الذي كان متستراً بالفكر الحوثي غدر بزملائه في بني حشيش، غدر بهم من ورائهم وهو زميل لهم لفترة طويلة، ولكن انظروا لم يراع حق الزمالة لتعرفوا أن هؤلاء لا ذمة ولا عهد لهم ومن ظن بهم خيراً وأنهم سيعودون إلى رشدهم فهو مخطئ وجاهل بعقيدتهم ومن يتستر عليهم أو يعينهم فهو داخل معهم في العذاب بإذن الله.

وقد جاء عن عدد من الصحابة عن ابن عمر وأبي سعيد وأنس وغيرهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "لكل غادر لواء ينصب له يوم القيامة"، لكل غادر كائن من كان من أنواع الغادرين من الحاكمين والمحكومين من الرجال ومن النساء، كل غادر ينصب له لواء يوم القيامة، بل جاء في البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة وذكر منهم رجل أعطى اليمين أنه لا يغدر ثم غدر"؛ أو أعطى الأمان، أو أعطى الصلح، أو أعطى الموافقة على عدم الفتك والإيذاء بالعهد في ذلك وعمل بخلاف ذلك فالله خصمه.

ولما كان الغدر فسوقاً وضلالاً وفجوراً وفسقاً وكان بعداً عن حقائق الإيمان وعن مراقبة الرحمن وعن البر والإحسان إلى بني الإنسان لذلك حرم الله الغدر حتى على الكفار، حرم الله على المسلمين أن يغدروا بالكافرين، ما أذن الله لنا في كتابه ولا في سنة رسوله أن نغدر بالكافر الحربي المحارب!! الذي يحارب المسلمين لا يغدر به قال الله سبحانه وتعالى: "إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون، فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون، وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين"، [الأنفال الآية 58،57،56،55].

قوله سبحانه وإما تخافن أي تعلمن أي إذا علم المسلم أن المعاهد الكافر سينقض العهد قال: أي أخرج العهد الذي بينك وبينهم وأعلمهم بأنك قد تركت ذلك فأعلمهم حتى يعلموا بذلك فإن أرادوا الحرب فلهم أن يستعدوا، انظروا إلى رحمة الإسلام وإحسان الإسلام بالكفار، يأمر الله المسلمين عندما يعاهدون الكفار أن لا يغدروا بهم بل ويعلنون أن العهد الذي بينهم وبين الكفار قد انتهى، سبحان الله هذا مع الكفار فأين الروافض من ذلك مع المسلمين من الغدر والخيانة؟!.

وهكذا صار أهل الإيمان ينفذون الشريعة حتى في الكفار، وقد جاء عن الترمذي وغيره من حديث عامر بن سليم أنه لما كان في عهد معاوية -رضي الله عنه- وكان بينه وبين الروم عهد أخذ معاوية يدخل أرض الروم قبل انتهاء المدة فجاءه عمرو بن عبسة وهو صحابي جليل فأخذ عمرو يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر، فجيء به إلى معاوية فقال له: ماذا تقول، فقال له: "يا أمير المؤمنين إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشده ولا يحله حتى تنتهي المدة أو ينبذ إليهم على سواء"، فلما سمع معاوية هذا الحديث رجع من أرض الروم ولم يبق لأن مراد معاوية أن يقترب من الأعداء إذا انتهت المدة هاجمهم، لكنه لما سمع الحديث ترك ذلك، بل جاء من حديث أبي بكرة عند أبي داوود وغيره أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: "من غدر بمعاهد في غير كنه حرم الله عليه الجنة"، إذا غدر المسلم بالكافر هدده الله عز وجل بالحرمان من الجنة ويا لها من عقوبة في الدنيا والآخرة.

وقد عرف في الإسلام على أن أعظم الفرق غدراً تاريخياً هي فرقة الرافضة، فهذه الفرقة علم تاريخياً على أنها تدين بالغدر والمكر والخيانة للمسلمين.

قال العلامة الشوكاني وغير واحد في كتابه "أدب الطلب في ص85، 86" قال: أنه لا أمانة لرافضي يخالفك في المذهب وتدين بغير الرفض، لأنهم يستحلون دمك ومالك عند أدنى فرصة تلوح لهم، وإن أعطيته مالك كله وآثرته على نفسك وصرت عنده بمنزلة الخول فإنه إن وجد فرصة يذهب أثر ذلك كله، وأضاف: وقد جربنا ذلك تجريباً كبيراً فلم نجد رافضياً يخلص المودة لمن أحسن المعاملة له، بل إنه يظهر المودة من باب التقية، فإذا لاحت له الفرصة ذهب أثر ذلك كله، والواقع خير شاهد على ذلك.

وتابع الشوكاني: ولم نجد في أهل المذاهب المبتدعة من يعادي من خالفهم كما وجدنا هؤلاء، ولقد أصيبت اليمن بالشقاء منذ أن قدمت الرافضة إلى اليمن وعاثوا فساداً وقهراً بأهل اليمن حتى أدخلوهم قهراً في هذا المذهب الخبيث.

وفي الأخير أدعوا كافة العلماء والدعاة للتصدي لهؤلاء المجرمين وأن يعلنوا لأبناء اليمن ما ارتكبوه أسلافهم بأهل اليمن، وأعني بذلك إخواننا في الإصلاح وأهل السنة وألا ينخدعوا بهؤلاء فخطرهم كبير يتمثل في العقيدة، أما غيرهم فمن نختلف معهم فإنما ذلك على حطام الدنيا فلنقدم مصلحة الدين على الدنيا، أسال الله أن يطهر اليمن منهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد