عرض/بدر محمد بدر
من أجل نهوض باللغة العربية
وينبه المؤلف إلى مجموعة من المقترحات للنهوض باللغة العربية ومنها:
1 وضع أسس موضوعية لسياسة لغوية عربية موحدة، تمكن أجهزة الإعلام من تحقيق التقارب بين مستويات التعبير اللغوي.
2 توافر البنى الأساسية اللغوية التي تؤهل اللغة العربية للتفاعل مع لغات العالم الأخرى، سواء من حيث تنظيرها أو إعداد معاجمها أو برامج استخدامها عبر وسائط التقنية الحديثة.
3 البدء بتأسيس خطاب علمي بالعربية عبر مشروعات قومية في التعريب أولا، وفي تأسيس مجالات علمية باللغة العربية، ودوريات متخصصة، وتكثيف المؤتمرات والندوات العلمية.
4 تنمية اعتزاز الدارسين في مختلف المراحل التعليمية باللغة العربية، ودعم ثقتهم في قدرتها على استيعاب العلوم الحديثة.
5 بناء أنظمة المعالجة الآلية وتحسينها وتقويمها.
6 التطوير الجذري للتعليم، لكي يصبح منتجا للمعرفة والتقنية، وتنمية أساليب الحوار والنقد والإبداع في مراحل التعليم.
7 تشجيع حركة الترجمة والارتفاع بمستوى تدريس اللغة الأجنبية في مختلف مراحل التعليم الجامعي.
ويطالب المؤلف في حديثه عن أزمة الجامعات العربية في عصر العولمة، بتوسيع فضاء الحرية الأكاديمية، حرية الأستاذ والطالب وحرية البحث العلمي، باعتبار أن إصلاح الجامعات العربية لن يبدأ إلا بتحقيق حريتها الأكاديمية، لتنطلق في مسيرتها بلا عراقيل.
إن الجامعات في العالم كله تتعرض لمستقبل غامض، تحت ثقل الضغوط من مطالب الدولة وتغيرات سوق العمل ومشاكل الانغلاق الفكري عن مواجهة التحديات.
وسوف يختفي العديد من المؤسسات الجامعية تحت وطأة الضغوط المتزايدة حولها، أو تنجح في إيجاد طريقة للخلاص، بشرط إحداث تغيير كبير، ويتخوف البعض من أن تفقد جامعات القرن الحادي والعشرين استقلالها أمام الضغوط التجارية والصناعية والمالية من قبل القطاع الخاص، وتراجع دور الأكاديميين في صنع قرارات الجامعة.
إحصاءات
ويشير المؤلف إلى بعض الأرقام المهمة منها أن عدد الجامعات العربية يبلغ نحو 150 جامعة، وكان 33 فقط في بداية السبعينات، وتعد السودان صاحبة أكبر عدد من الجامعات (15) ومن المفارقات أن جامعة القاهرة وحدها تستوعب عددا من الطلاب يوازي طلاب جامعات السودان كلها.
وزاد طلاب التعليم العالي العربي 210% مقارنة بعددهم في أوائل الثمانينات، بينما لا تتجاوز نسبة المقيدين في الماجستير 4% والدكتوراه 1. 4% من إجمالي الخريجين، بينما في الدول المتقدمة تبلغ النسبة ما بين 10 و20%.
في القسمين الثاني والثالث من الكتاب وهما أقل حجما من القسم الأول، يتحدث المؤلف عن رؤية النخبة الأميركية لمستقبل التعليم، ويناقش فلسفة التعليم الأساسي، ويطرح قضية المكانة الاجتماعية للمعلم في المجتمع العربي المعاصر، ليصل إلى ما يسميه "الاحتراق النفسي" للمعلم العربي.
ويتساءل: ماذا فعلنا لنجتذب أفضل العناصر إلى مهنة التدريس؟ وماذا فعلنا لرفع مستوى إعداد هذا المعلم قبل تخرجه؟ ودوام تدريبه بعد تخرجه، وماذا وفرنا للمعلم من حياة كريمة ليتفرغ لمهمته ورسالته المفتوحة على المستقبل؟
إن الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها المعلم تؤدي إلى استنزاف جسمي وانفعالي، وأهم مظاهره: فقدان الاهتمام بالتلاميذ، وتبلد المشاعر، ونقص الدافعية، والأداء النمطي في العمل، ومقاومة التغيير، وفقدان الابتكارية، كما يؤدي إلى فقدان الدعم الاجتماعي ومهارات التكيف لمستوى الأحداث.
وبالتالي يقع المدرس فريسة للاحتراق النفسي، وتتعدد مصادر الضغوط المسببة للاحتراق النفسي، بين سلوك التلاميذ، وعلاقة المعلم بالموجه، وعلاقته العلمية بزملائه، والصراعات المدرسية، وعلاقة المعلم بالإدارة، والأعباء الإدارية، وغياب التفاهم مع الإدارة. . إلخ
ويطرح المؤلف عدة أفكار للتخفيف من حدة إجهاد المعلم واحتراقه النفسي ومنها: تعظيم قدرته على التأثير والتغيير التربوي بإنهاء الانفصال المؤسسي بين المعرفة النظرية والممارسة في التربية، ببناء مفهوم نقدي جديد لمعنى مهنة التعليم، ومنها تطوير نظم الإعداد بكليات التربية وإعداد المعلمين، من خلال الإصلاح التعليمي الشامل، وزيادة التدقيق في تمهين التعليم، والاهتمام بالتربية العملية.
اتجاهات متعددة
ومن الملاحظ تعدد الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم وتدريبه، بين اتجاهات قائمة على أساس الكفايات وتطوير أدوار المعلم، واتجاهات قائمة على أساس استخدام النماذج (تنموي/سلوكي/إنساني) واتجاهات قائمة على أسلوب تحليل النظم، وأخرى على أسلوب التدريس المصغر، والمهم هو تشجيع المعلم على أداء دوره النقدي والابتكاري.
ويؤكد المؤلف على ضرورة اعتبار التعليم قضية أمن قومي، وربط الحق في التعليم بحقوق الإنسان والديمقراطية كإطار أوسع، وبالتالي يجب تطوير المدارس لكي تكون مكانا أفضل للعمل والتعلم، وأيضا يجب تحسين ظروف عمل المعلمين المادية والمهنية، وفي مقدمتها توسيع الحرية الأكاديمية، وتخفيف كثافة الفصول.
إن الطريق لا يزال طويلا لإعداد قادة ثقافيين في كليات التربية العربية، وليس مجرد إعداد أرقام بائسة جافة على خطوط الإنتاج، إن الدولة القوية هي نتاج معلمين أقوياء.
عناوين فرعية:-
- مؤشرات عديدة تؤكد عجز النظام التربوي عن الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تفرضها الثورة المعرفية والتقنية وتحديات العولمة، ما يفرض الحاجة مجددا إلى تجديد هذا النظام بالعودة إلى دروس الماضي وتأمل تجارب الأمم الأخرى.
- من أجل النهوض باللغة العربية لابد من توافر البنى الأساسية التي تؤهلها للتفاعل مع لغات العالم الأخرى، سواء من حيث تنظيرها أو إعداد معاجمها أو برامج استخدامها عبر وسائط التقنية الحديثة.
- الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها المعلم تؤدي إلى استنزاف جسمي وانفعالي، وأهم مظاهره: فقدان الاهتمام بالتلاميذ، وتبلد المشاعر، ونقص الدافعية، والأداء النمطي في العمل، ومقاومة التغيير.
المصدر: الجزيرة