أقام المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" مساء أمس محاضرة للأستاذ الدكتور/ علي هود باعباد الأمين المساعد لاتحاد الجامعات العربية تحت عنوان "الهوية العربية الإسلامية في ظل العولمة"، برعاية وزير الأوقاف الأستاذ/ حمود الهتار.
وفي المحاضرة التي حضرها وزير الزراعة والري ووزير الأوقاف وعدد كبير من المثقفين والأدباء والمحاضرين في جامعة صنعاء الذين أثروا المحاضرة بمداخلاتهم القيمة حول الهوية العربية وتأثيرات العولمة على هذه الهوية حتى وصفها البعض بالبلطجة العالمية ومنهم الدكتور/ حمود العودي.
ولأهمية المحاضرة تقوم "أخبار اليوم" بنشرهاعلى حلقات حرصاً منها على تقديم المضمون الذي تضمنته المحاضرة للقارئ الكريم.
تغطية/ إياد البحيري
العولمة والعالمية من خلال نظرة الإسلام
أكد الإسلام على أن الناس جميعا أمة واحدة، تجمعها الإنسانية وان فرقتها الأهواء والمصالح، قال تعالى)) : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين)) (البقرة:213)، وقال تعالى (( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون))، (الأنبياء:92) قال تعالى: ((ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) (الروم:22).
لقد خلق الله الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعاونوا وليس ليتقاتلوا ويحارب بعضهم بعضاً،قال تعالى:(( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)) (الحجرات:13)، ليس في الإسلام تمييز في المعاملات بسبب اللون أو القومية والإقليمية، وليكون العدل هو السائد والمعيار بين الناس،كما حث الإسلام على مساعدة الأخ لأخيه في الإنسانية في أي وطن أو موقع سواء كان مسلماً أو غير المسلم "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". والإسلام لجميع البشر عربيهم وأعجمهم أسودهم وأبيضهم وأسمرهم وأصفرهم، قال تعالى: (( وما أرسلناك الاكافة للناس بشيرا ونذيرا)) (سبأ:28).
إن رسالة الإسلام للبشرية إنسانية وشمولية تطلب منها إعمار الدنيا واستثمارها والتعاون مع الآخرين مع استخدام أسلوب الحوار وتشكيل القناعة للدخول في الإسلام ، قال تعالى:((هو أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها)) (هود:61)،أي طلب منكم عمارتها،وقال تعالى:((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)) (الملك:15)،قال تعالى: ((ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) (الأعراف:56)، وقال تعالى)): ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) (النحل:125).
إن للإسلام رؤية خاصة للعالمية كما ذكرنا سابقا،فهو بذلك ينفصل عن إشكالية العولمة فهو بعكس النظام الغربي فهو يقود العالم كله إلى الخلاص من الهلاك وتدهور العالم، بعد فشل الرأسمالية والشيوعية، وقصور العقائد الدينية الأخرى، مع تدبير الحلول الإنسانية ومشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية.
إن مبادئ الإسلام والقيم الروحية يمكن أن تساهم في حل إشكاليات العولمة المستعصية،التي يضج منها العالم ولاسيما الدول النامية،والشرور المصاحبة لتلك الهيمنة باسم العولمة،فالإسلام يشكل سفينة النجاة للشعوب.
لقد اثبت الفكر الإسلامي في الوقت الحاضر قضيتين مهمتين وهي شمولية الإسلام وإنسانيته المتفردة. كما أكد وأثبتت أزمة الحضارة الغربية بسبب الإفراط في المادية والبعد عن الأخلاق والقيم. . وعليه فإن المفكرين المسلمين يقدمون للبشرية مشروعهم الحضاري الذي يعتبرونه صالحا لإنقاذها في كل زمان ومكان. فهم يقدمون عالمية إسلامية تتشابك مع عولمة الغرب في إطار التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة ، فالقرآن رسالة للبشر كافة وهو رسالة عالمية لكل الأجناس والأمم التي تعيش على كوكب الأرض. ولذا قال تعالى لنبيه : ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) (الأنبياء:107).
إن الثقافة المصدرة في ظل العولمة لن تكون محايدة ولن تتصف بالعالمية، بقدر ما هي تصدير لثقافة الأقوياء، المتفوقين في العلم والصناعة. وهنا ستكون العولمة هي الظاهرة المسيطرة وليست العالمية، فالعولمة تهدف إلى تنميط الشعوب، وتوحيد الأذواق، وإلغاء النماذج، وفرض الاختيارات بالقوة والجبر والتهديد، بينما تتقدم العالمية إلى تقريب العالم،ليتفاعل كل عالمي مع العوالم ايجابيا في رسم اللوحة العالمية.
يسود العالم اليوم، العلم والثقافة والعقل المنهجي العلمي، مع تميز سرعة التجديد المستمر في جميع مظاهر الحياة،وهو يشهد تطوير سريع لا مثيل له في التاريخ الأمم.
إن العلاقة والتعايش في ظل العولمة يحتاج إلى معرفة العولمة كظاهرة شاملة، والتعامل معها ككل، لا يعني القبول غير النقدي، ولكن يجب إن يستخدم العقل في فهم ما يدور،فالهوية العربية الإسلامية في الوقت الحاضر لا تحتاج إلى مناعة أخلاقية ضد العولمة، ولكن في حاجة إلى مناعة فكرية وعقلية وعلمية،فالمسلمون يخشون اختراق العولمة لهويتهم، حينئذ لن يكون الاختراق بسبب قوة العولمة الكاسحة، بل يعود إلى ضعف في الهوية العربية الإسلامية أي ضعف قدرتهم على تجسيد هويتهم الإسلامية إلى فكر وسلوك.
إن هذه الأمة أمه عالمية وليس أمه معولمة،وهي أمه وسطية وليست متطرفة،وهي امة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما جاء في القران الكريم: ((كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) (آل عمران:110)، ((وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهدا على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)) (البقرة:143)، فلا يمكن أن تكون أمة خائفة أو جاهلة بل هي امة قائدة و واثقة من نفسها في قيادة البشرية وإنقاذها من سيطرة العولمة المتوحشة في العصر الحاضر.
مكونات الهوية العربية الإسلامية وهوية العولمة
شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، إحداثا متلاحقة وتطورات سريعة، جعلت عملية التغيير والإصلاح حتمية في معظم دول العالم ، ومنها العالم العربي والإسلامي ، وقد ساد كثير من هذه الدول نوع من القلق من هذا التغيير، لخشيتها أن تؤدي هذه التطورات والتحولات المتسارعة إلى التأثير على قيمها ومبادئها، وتقاليدها، أي على هويتها بكل مكوناتها : العقدية والفكرية والتربوية والثقافية واللغوية والتاريخية والبيئية ، ولذا علينا الوقوف أمام هذه التطورات والتغيرات من خلال معرفتنا لمكونات الهوية العربية الإسلامية والهوية العولمية، حتى نستطيع القول هل تستطيع هذه الهوية العربية العيش في ظل هذه التطورات ؟ التي تسمى بالعولمة ؟ وهل في استطاعتها الاستفادة منها وإفادتها من خلال قيمها، وأخلاقها، وتشريعاتها الربانية ؟.
ان مكونات الهوية العربية الإسلامية أربعة وهي :
الدين أي العقيدة والفكر والتشريع.
اللغة وهي اللغة العربية.
التاريخ وهو ما عملته هذه الهوية منذ نشأتها حتى الآن.
البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمناخية التي تعيش فيها هذه الهوية.
إن هذه المكونات رئيسة لكل هوية تعيش في هذه الحياة ، وقد تتفق بعض مكونات هذه الهوية مع الأخرى ، وقد تختلف كلياً، وعليه فإنني في هذا البحث سوف أركز كثيراً على المكون الأول وهو الجانب العقدي والفكري للهوية العربية الإسلامية، وسوف أقارنه مع بعض تصورات الهويات الأخرى ومنها العلمانية التي هي أساس العولمة في العصر الحاضر.
أولاً : المكون الأول : العقيدة والفكر ( الدين ) (19 :14)
يرى الباحث أن كل هوية في هذه الحياة تنطلق من خلال نظرتها للإنسان والكون والحياة ثم ينشئ عليها الإنسان وتنبثق من :
عقيدة وفكر.
تربية من المهد حتى اللحد.
ثقافة شاملة تحافظ على الأصول الثقافية وتتجدد مع تطورات العصر.
1- عقيدة وفكر الإنسان :
يحدد الإنسان اتجاهه ( هويته ) في هذه الحياة من خلال العقيدة والفكر اللذين يؤمن بهما وذلك من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة :
مم خلق الإنسان ؟ أي ما أصل الإنسان ؟
لماذا جاء الإنسان ؟ أي ما هدف وجوده في هذه الحياة ؟
إلى أين يسير الإنسان ؟ أي ماذا بعد الموت ؟
كل اتجاه ( هوية ) من الاتجاهات الربانية والإنسانية في هذه الحياة أجاب عن هذه الأسئلة الثلاثة، ومن خلال الإجابة ، وضع الإنسان مناهجه لأنظمة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والسياسية. . . . .
الإجابة عن السؤال الأول: مم خلق الإنسان ؟ أي ما أصل الإنسان ؟.
الاتجاه الرباني أي اتجاه الأنبياء والرسل أجاب أن أصل الإنسان الأول من تراب ، قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } ( الحجر 28 - 29 ). وقال تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} ( المؤمنون : 12-17 ). فالإنسان أصله الأول تراب وأصله الثاني من آدم وحواء وأصله الثالث من نطفة ، ثم يعيش في هذه الدنيا لزمن معين ، ثم يموت ، ثم يبعث يوم القيامة ، هذه هي خطة سير الإنسان منذ خلقه حتى يبعثه الله مرة أخرى. وعلى هذا الأساس يؤمن المسلم بأن الخالق هو الله ، الذي خلقه من تراب، ثم من نطفة ثم من علقة فقال: " لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
الاتجاه البشري أو الإنساني، أجاب عن هذا السؤال أيضا ، ومن أهم الاتجاهات في العصر الحاضر : الاتجاه الماركسي ، واتجاه النشوء والارتقاء ، فالأول قال : إن الإنسان والكون والحياة جاءت صدفة ، لذا فإنه يؤمن أن لا بداية ، فمحور عقيدته ( لا إله والحياة مادة ) والثاني قال إن أصل الإنسان خلية صغيرة فتطورت وقال " دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر " وتلك آراء حول أصل الإنسان وهي نظريات ، وليست حقائق ، قابلة للخطأ والصواب ، وقد أثبتت البحوث العلمية والواقع خطأها الآن.
من خلال الإجابة عن السؤال الأول يبدأ مفترق الطرق بالنسبة لتحديد الاتجاه للإنسان في هذه الحياة ، ولا يمكن أن يلتقي اتجاه بآخر ، فالإنسان المسلم لا يمكن أن يؤمن بأن أصله من تراب وإنه جاء صدفه في آن واحد، والإنسان الملحد لا يمكن أن يكون ملحداً ومؤمناً بالله في آن واحد، والإنسان العلماني يؤمن بالله ولا يدخل الدين في شؤون الحياة.
الإجابة عن السؤال الثاني : ما هدف وجود الإنسان في هذه الحياة ؟
كل الاتجاهات الربانية والبشرية تتفق على الهدف الرئيسي من وجود الإنسان وهو ( عمارة الكون ) أي إقامة حضارة، ولكن الاختلاف بينها في كيف يعمر هذا الكون، أي في إطار أي اتجاه عقدي وفكري (هوية )، وهي كالآتي :
أ- الاتجاه الإسلامي ( الهوية ) : أي الإسلام هدفه عمارة الدنيا ولكن في إطار عبودية الله، " أي في إطار لا إله إلا الله محمد رسول الله " قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } ( الذاريات : 56)، ثم انطلقت كل أنظمة الحياة، أي وسائل عمارة الحياة والكون، أي مناهج الحياة في الاقتصاد والسياسة والتعليم والتربية والثقافة، من خلال تلك العقيدة والشريعة الإسلامية، والفكر الإسلامي. والهدف الدنيوي في الإسلام مرتبط بالهدف الأخروي الأبدي. قال تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } (الكهف : 46 )، وقال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ( الكهف : 7 ). والإنسان المسلم في هذه الحياة، وفي الآخرة، سوف يحاسب على عدم عمارتها والعمل فيها، وذلك من خلال عمره، أي الزمن الذي يقضيه في هذه الحياة، وترصد كل أعماله عن طريق لجنة مراقبة ورصد، المكونة من الملكين رقيب وعتيد، قال تعالى:{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (ق : 18)، قال تعالى: { أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى }( القيامة : 36 ).
لذا فالإنسان المسلم ( الهوية الإسلامية ) يجب عليه أن يحقق هدفه في هذه الحياة الدنيا من خلال :
- عبادة الله. - العمل الصالح. - الشكر لله.
كي يلقى مرضاة الله في هذه الدنيا والآخرة، قال تعالى : { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (سورة العصر ).
ب- اتجاه الفرد غير المسلم ( الهوية غير الإسلامية ) : يرى أن وجوده في الدنيا هو عمارتها أي إقامة حضارة، ولكن في إطار عقيدته، فالماركسي الشيوعي يبنى حضارته في إطار الماركسية، والفرد العلماني يبني حضارته في إطار العلمانية، وهكذا أنظمة الحياة، يجب أن تنطلق من عقيدته وفكره، وعليه فإن الإنسان غير المسلم يحقق هدفه في هذه الحياة من خلال :
- أنظمته وقوانينه ( حسب اجتهاده ومصلحته ).
- العمل ( عمل في إطار هدفه المادي ).
- لا يؤمن بأن النعمة من رب العالمين ولكن بجهده وفكره المادي،فالدين لا يدخل في شئون الحياة.
فهو يلقى سخط الله في هذه الدنيا والآخرة، قال تعالى : { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ } ( الجاثية : 24 )، قال تعالى : { فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اهْتَدَى } ( النجم 29-30)، وقال تعالى : { ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ } ( آل عمران : 85 ).
قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } ( الشمس7-10 )، قال تعالى : { إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ( يونس : 24 )، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ( الروم : 9 ).