نبيل مصطفى مهدي
ليس عيباً ان نبحث لنعرف ما الذي يحرك الشباب للعمل، وما الذي يطلق خياله فيبدع ..انه الحلم.. الأمل.. المشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤولية.. التحدي في مواجهة أي عدوان على الوطن وأمنه واستقراره.. ان الشباب يحتاج إلى مطالب أساسية مثل المأكل والمسكن.. ولكن اللقمة التي يتناولها لابد ان تكون مغموسة بالأمل، والمسكن الذي يعيش فيه لا بد ان يكون مفتوح النوافذ، والعمل الذي يؤديه لا بد ان يكون مبدعاً يتجاوز ما أبدعته الأجيال السابقة.. من خلال التحديات التي يواجهها وينتصر عليها يجب علينا ان نعرف ونقر من الذي بنى سد مأرب أنهم ليسوا الحكام ومن الذي عمر صنعاء ومن الذي أبدع آيات الفن على جدران المعابد ومن أبدع وشيد وبنى صهاريج عدن والأعمدة الشاهقة في مملكة بلقيس أنهم ليسوا القادة العظماء أو السحرة وحاملي البخور أو المشعوذين ولكنهم شباب اليمن وقد تعلقوا بالأمل في الخلود فشقوا طريقهم بين الصخور.. لقد وقعنا في خطأ كبير عندما اعترضنا ومنعنا الشباب من الخروج للتعبير عن مطالبهم فطاقة غضبهم هي طاقة أمل تحتاج إلى الوعي السياسي لتتحول إلى عمل، والسؤال الذي يتحدانا بعد عودة الوعي السياسي إلى شبابنا هو كيف نحول طاقاتهم إلى عمل وبعد ان تغيرت الخريطة السياسية لبلادنا.. وكشفت تجربة الانتخابات الديمقراطية التي جرت في بلادنا ان بعض أحزابنا السياسية هي أحزاب من ورق، وان غالبية قياداتها ورموزها الكبيرة ليس لها وجود في واقع المجتمع في الوقت الذي غابت فيه عدد من القيادات الشبابية عن العمل السياسي والمشاركة في الأحزاب .. وهي التي تمثل غالبية المجتمع..
هناك من كان يتهم الشباب بالسلبية وعدم الانتماء وغياب الوعي ولكن التاريخ يقول غير ذلك حتى وقتنا الحالي انتهاء بنجاح عملية انتخاب المحافظين لأول مرة لتزلزل الأرض تحت أقدام الكبار من محترفي الانتخابات .. وتكشف حاجتنا إلى ارض جديدة تقف عليها الأجيال الشابة..
ان هذه الأرض الجديدة هي ارض الأمل وليست ارض الغضب.. هي الحلم الديمقراطي اليمني والتحدي الأكبر لإعداد الوطن والسلام والتقدم، فالشباب يضحون بلا حدود في الحروب من اجل حماية الوطن، وفي أوقات السلم هم الذين يشقون الطرق ويحفرون الأنفاق ويقيمون الجسور ويزرعون الأرض دون ان يطلبوا من الكبار مقابل تضحياتهم، ولترصع على صدور الكبار النياشين والأوسمة!!
أخيراً إن على الدولة الاهتمام أكثر بالشباب ورعايتهم وتسخير الإمكانيات المختلفة لهم ودعم أنشطتهم المختلفة وبذل مزيد من الجهد لفتح مجالات تدريب الشباب على المهارات الفنية المختلفة والحرف اليدوية وإشراكهم بفاعلية في حياتنا السياسية وغيرها من المجالات، والله من وراء القصد.