علي منصور مقراط
كنت قبل أن أشرع في كتابة هذه التناولة الصحفية يوم أمس في جلسة جمعتني مع بعض الشخصيات والمشائخ والقيادات والكوادر التي تنتمي إلى مديريات ست في سائر يافع، كانت هذه الجلسة في أبين وعلى رأس الحاضرين د. حمود السليماني الوكيل المساعد المعين حديثاً في أبين وأمين عام محلي سباح عادل العصري والشاعران زايد السليماني وعمر محمد القوزعي وزاد الصحفي أحمد يسلم والأخ/ محمد الطائف وآخرين، ولفت انتباهي حديثهم عن يافع وجميعهم ينتمون إليها وزاد كاتب هذه السطور لافتين إلى مقومات النطاق الجغرافي ليافع التي تمثل 8 مديريات أربع تابعة لمحافظة أبين وأربع لمحافظة لحج والتي يجب أن لا يضيق عليها في مديرية حسب قول الشارع السليماني.
الثابت أن النطاق الجغرافي لمديريات يافع الثمان العليا والسفلى الذي يمتد من مديرية خنفر إلى حدود محافظات البيضاء ولحج والضالع ويسكنها نحو نصف المليون نسمة لا يمكن تمزيقها على هذا النحو وإلحاق مديرياتها بالانتصاف لمحافظتي لحج وأبين ومساحتها الجغرافية الواسعة والمترامية الأطراف بمقومات محافظة إدارية بامتياز.
وبعيداً عن إخفاء الحقائق للواقع الصعب الذي وضعت فيه يافع وبشكل لا يقل وصفه عن التجاهل والتهميش في إطار ضيق وهذا لم يكن وليداً لعهد الوحدة المباركة بل سائداً منذ 4 عقود أي بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 67م، الأمر الذي غيب مئات الآلاف من سكان المرتفعات الجبلية بيافع، وكذا الساحلية وفي السهول والأودية عن عين الاهتمام وفرض الحال الأسوأ والتخلف التنموي، لاسيما على مديريات يافع السفلى وهي "رصد، وسرار، وسباح"، والحال عند بعضه في خنفر بعكس ما شهدته مديريات "لبعوس، والمفلحي، والحد" في يافع العليا من مظاهر انتعاش لافتة ويحسب ذلك لبروز شخصيات من المسؤولين البارزين من تلك المديريات، وزاد اعتمادهم على مواطني الاغتراب في الخارج، وفرضت على نظيراتها التابعة لمحافظة أبين وضعية استثنائية من العزلة وبلغ الحد إلى إقصاء الكوادر المنتمية لها من وظائفهم في أبين وحدث هذا الظلم الجائر منذ بعد حرب 94م، ويلاحظ أنبالأمس كان التوازن أكثر من 50%، واليوم اندحر إلى 2%.. يا للهول ويا للفاجعة كل هذا يحصل في عهد الوحدة والتلاحم للنسيج الاجتماعي اليمني اليوم.
إجمالاً هذا لا يهم لأنني أدرك وكل من يتابع تراجيديا الواقع الراهن أن ذلك الظلم والجور والقسوة تمت بدون علم الزعيم.. الإنسان الرئيس علي عبدالله صالح الذي أنصف وعفا وسامح حتى من وجهوا السلاح لإسقاط نظامهم وحاولوا الانقضاض على الوحدة، وأكرمهم بمناصب وسيارات وأموال لإصلاح اليمن والاستفادة من الدروس والعبر، فما بال هؤلاء المواطنون في سائر يافع سرار وحمير وشوكة الميزان حسب وصف فخامته، فإنه لو وجد العقلاء الذين يوصلون إليه دون خجل أو شطط أو استحياء حال يافع فإنه سيعد الأمور إلى نصابها وبالتحديد في أبين الذي مازال الأمل يتجدد بمجيء المحافظ المنتخب م. أحمد الميسري الذي قال: إنه ينظر إلى كل أبناء أبين من يافع إلى جيشان بعين واحدة، وهو ما ينتظر منه في استخدام صلاحياته وقراراته بلفتة اعتبار ولو بحدها الأدنى لكوادر يافع التي فقدت حضورها ولحق بها أبلغ الضرر، وترتيب وضع المؤهلين فيها.
وعودة إلى بدء فإن المخرج الحقيقي لإنصاف يافع موطناً وجغرافيا صدور القرار الرئاسي للرئيس الصالح بإعلانها محافظة كونها جديرة وبكل المقومات وأبناءها صبروا على المعاناة ولم يضيقوا منها وأصبحت رفيقة حياتهم منذ 12 عاماً، ويكفي أنهم فضلوا الصمت ليس لأنه من ذهب بل لأنه رسالة إنسانية رفيعة المعاني وبالغة التعبير بحبهم للوطن والوحدة والاستقرار، ولم يخرجوا ينادون بالانفصال، والأرجح أن يافع قدمت خير رجالاتها شهداء في دروب الثورة وفي صميم المعركة الوطنية وتكريمها كمحافظة لن يأتي به أحد غير الرئيس الذي أثلج صدورنا وهو يوجه بإعادة منزل أحد الأبطال الأفذاذ في يافع الشهيد/ ثابت عبده الذي سلم لهم يوم أمس وحدث ذلك لأن القضية وصلت إليه، ومسك الختام تعلن يافع محافظة وإذا لم تعلن ستبقى رقماً وطنياً يستحيل تجاوزه أو تركيعه أو جر أبناءها إلى العداء للوطن والوحدة والقائد الرمز علي عبدالله صالح والحيز لا يتسع، وللحديث بقية والله ولي التوفيق.