كروان عبد الهادي الشرجبي
"عاصفة اسمها الطلاق"
مما لا شك فيه أن أكبر عاصفة تواجه الأسرة هي عاصفة الطلاق فهي عاصفة تحطم وتدمر كل ما يقف في طريقها... تحول الأخضر إلى يابس، وتشعل الحرائق في البيوت والقلوب والنفوس وأول ضحاياها الأبناء الذين يكتوون بنارها ثم الزوجة التي تجد نفسها ورقة في مهب الريح، تواجهها المشكلات من كل ناحية وصوب منها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية... فمن الناحية الاقتصادية فهي تتحمل مسؤولية ورعاية الأبناء بدءاً من المأكل والملبس ومصروفات التعليم وتلبية احتياجاتهم الشخصية، فالأطفال ينظرون لأمثالهم من الأطفال ويتمنون تقليدهم فهم يعانون من نقص نفسي نتيجة غياب دور الأب في حياتهم، فمهما تفانت الأم في إرضائهم وخدمتهم فهم يشعرون بالنقص، وهذا الشعور طبيعي حتى وإن توفرت الإمكانيات المادية، فالكثير من المطلقات لا يملكن المال الكافي للإنفاق على أبنائهن "طبعاً فنحن نتكلم عن فئة النساء الغير عاملات"، وهذا النوع من النساء يواجهن صعوبة بالغة في الإنفاق على أبنائهن خصوصاً عندما يتهرب المطلق من النفقة على أبنائه، ونجد بروز هذه المشكلة للعيان في مواسم الأعياد والمدارس، حيث تزدحم المحاكم بنوع واحد من القضايا هي "تسديد النفقة".
هناك أيضاً مشكلة أخرى تواجه المطلقة وهي نظرة المجتمع، فلا زال المجتمع اليمني ينظر نظرة خاصة إلى المطلقة ويعاملها وكأنها قد ارتكبت جرماً بحق "الأمة"، علماً أنها في أغلب الحالات تكون هي الضحية، ومعظم أسباب الطلاق يكون سببها الرئيسي الرجل كأن يكون شديد العصبية، سكيراً، مدمناً، بخيلاً، لا يعمل، الأسباب كثيرة، فلماذا نشير بأصابع الاتهام دائماً إلى الزوجة؟.
إن هذه العاصفة تنعكس سلباً على الأبناء والأجيال القادمة بآثار اجتماعية وثقافية ونفسية خطيرة تعوق حركة تقدم المجتمع، فالطلاق كارثة .... علينا أن نتكاتف جميعاً من أجل تخفيف آثاره وأضراره.