محمد أمين الداهية
جاء الصيف حاملاً في طياته العطلة الصيفية للطلاب ولكن يا ترى هل يوجد هناك اهتمام جاد من قبل أولياء الأمور بهذه العطلة ومصير أبنائهم أم أن البعض بل الأغلبية لا زالوا في سباتهم لا يعرفون متى بدأ بناؤهم ومتى أنهوا عامهم الدراسي، على كل حال الإجازة الصيفية ليست بالقليلة ويستطيع الطلاب من خلالها أن يجنوا ثمار الفائدة ولكن يجب ألا ننسى أن الطلاب لا يستوون، فقد يوجد من الطلاب من يحرصون بأنفسهم على مصلحتهم ويختارون الطريق السليم والأمثل لاستغلال العطلة الصيفية، فمثل هؤلاء الطلاب قلة أما الغالبية فيحتاجون إلى اهتمام مباشر من قبل أولياء الأمور لأنه إذا لم يكن هناك اهتمام مباشر وتخطيط موفق من قبل أولياء الأمور لتحقيق الفائدة لأبنائهم أثناء العطلة وكذلك الحفاظ عليهم من سرطان الشارع فسيلجأ هؤلاء الطلاب إلى استغلال هذه العطلة استغلالاً سيئاً فمراكز الأنترنت متوفرة ومسموحة لمن هب ودب ونوادي البلياردو والكيرم والأتاري مفتوحة ومؤهلة لاستقبال الطلاب من مختلف المراحل والأعمار، فلماذا يا أيها الآباء ويا أولياء الأمور تتساهلون وتتغاضون عن مثل هذه الأمور التي تعتبر في غاية الأهمية وقد تكون تحديداً لمصير أبنائكم ومستقبلهم.
العطلة الصيفية سلاح خطير وذو حدين فبالقدر ما ينتفع بها بعض الطلاب بقدر ما يغبن بها أغلبهم وبالذات الطلاب ذوو المستوى الدراسي الجيد فبعقليتهم الصغيرة وإهمال أسرهم يختارون الطريق السيء لاستغلال هذه العطلة فتحتضنهم مراكز الأنترنت ونوادي اللهو التي تمدهم بأصدقاء السوء عندها ماذا ستفعلون يا أولياء الأمور الضرب العنف والقسوة والطرد كل هذه الأساليب لا تصلح ما فسد ولا تزيد أبناءكم إلا عتواً ونفورا أيرضى أحدكم أن يلقى بإبنه إلى الهاوية أيرضى أحدكم أن يكون سبباً في تحطيم فلذة كبده وفي ضياع مستقبله كيف يكون الموقف عندما يرى ولي الأمر رفاق إبنه وزملاءه قد أصبحوا من حملة الشهادات وممن يحتضنهم مستقبل واعد بالخير والعطاء وعندما ينظر إلى إبنه الضائع ويشعر أنه السبب الحقيقي في ضياعه وتسليمه لمصير مجهول وزمن لا يرحم إن الأمر خطير جداً ويحتاج إلى تركيز ونباهة من قبل أولياء الأمور فالمسؤولية مسؤوليتهم أما الطالب فلا لوم عليه لأن عوده طري وعقله لم ينضج بعد والمجتمع سريع الجذب ومليء بأماكن اللهو والضياع وأصدقاء السوء لا يتوانون في توطيد العلاقة بين هؤلاء الأبرياء من الطلاب وأماكن الضياع.
أفيقوا يا أولياء الأمور.. أدركوا أبناءكم فالأمر يعود لكم والفرصة بأيديكم فمدارس تحفيظ القرآن الكريم موجودة ومعاهد اللغات والكمبيوتر تعج بها جميع المحافظات وكذلك المعاهد الفنية والتقنية تفتح أبوابها وترحب بمن يأتي إليها الأشياء التي تفيد أبناءكم وتقيهم من الانحراف والضياع موجودة وبكثرة فقدروا المسؤولية ولا تكونوا سبباً في ضياع أبنائكم الذين لن ينسوا أبداً أنكم كنتم سبباً في ضياعهم وتحطيم آمالهم وطموحاتهم ولا ينتهي دوركم أيضاً عند الاطمئنان على أبنائكم ومتابعتهم أثناء عطلتهم الصيفية ويجب عليكم متابعتهم والاطلاع على ما يتعلمونه وبالذات في المجال الديني حتى لا يتم تعبئهم والسيطرة على عقولهم بأفكار ضالة وهدامة لا تمت للدين بأي صلة.
أبناؤكم أمانة في أعناقكم حافظوا عليهم واحرصوا على أن تلحقكم الرحمة كونوا الرجال المخلصين الذين يعطون هذا الوطن جيلاً سليماً يخدمون وطنهم وشعبهم ويحافظون على خيره ومنجزاته الخالدة.
