حسان ياسر الحميدي
مثل تضرب العرب به فيمن يتعامل ويتآمر ضد وطنه، وبلده، وأهل هذا المثل إن رجلاً يقال له ذو رغال الحميري وكان عميلاً مع الأحباش والذي قاد أبرهة الحبشي وجيشه لهدم الكعبة ولما مات صارت العرب تضرب المثل به "أشام من ذي رغال" ومازال قبره يرجم حتى اليوم لأنه عميل وهل نستطيع اليوم أن نقول: "أشام من الحوثي"؟ نعم نستطيع وملء أفواهنا كيف لا وعميل اليوم قد عاث في الأرض فساداً واعتدى على الممتلكات العامة والخاصة وقتل الأطفال والأبرياء بغير حق ومع هذا عميل مع ألد أعداء الأمة المتمثلة بالدولة الفارسية الصفوية والمحتضنة للإثنى عشرية الأشد خطراً على الإسلام من اليهود والنصارى، وذي رغال أقل خطراً من عميل اليوم لأن عميل الأمس ما قتل طفلاً، وما روع أمناً وما اعتدى على أملاك الآخرين وما فعل بالمصلين كما فعل هذا والآن لكم أن تحكموا من أشد خطراً في نظركم؟ بلا شك إنه المجرم ذو الأفكار الظلامية والآراء الهدامة بهما بائع الوطن بدارهم معدودة قبحه الله بقيمة درهم يبيع الوطن أو يخدش به عرضاً أو يتخلى عن دين ولكن هيهات هيهات أن تتفهم اليوم أو تعني عنهم شيئاً وقد جاءهم ما لا طاقة لهم به وضاقت عليه الأرض بما رحبت ولا ملجأ ولا عاصم لهم زمرة الفساد والإلحاد وأرباب الشيطان إلا أن يستسلموا ما دامت قواتنا البطلة قد طبقت عليهم الخناق وأخرجتهم من أوكارهم ولازلنا حكومة وشعباً بنين وشيوخ أدباء ومثقفين طبقاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة لتطهير البلاد من أردان وأنجاس وعصابة الظلام، وجثت شجرتهم الخبيثة من جذورها.
ونقول لأسيادهم الحاقدين إن ناركم التي أشعلتموها في وطننا الحبيب قد أخمدناها بعرق الأبطال وجند الوطن الميامين وإن عكازكم الذي تتكؤون عليه قد كسر وذراعكم التي مددتموها نحونا قد قامت وحدات خاصة تجيد فنون البتر والاستئصال والتي أبت إلا أن تستأصل ذراع الدولة الصفوية برمتها لأنها هي الأقدر والأنجح في مثل هذه العمليات ولم يبقى لدولة الحقد والفتن وأرض الرجال من قدم أرضنا وتظل عاجزة أن تقدم لعملائها في هذا الظرف حتى شربة ماء..
ولتعلموا أيها الفرس إن وطننا سماء ولا يضير السماء العواء أو تمتد له يد شلاء وتغير الكون بأن عناكب نسخ خيوط الفشل تقف عاجزة على أن تحيك أي مؤامرة وقد كشفنا نقابها وقناعها وتبدت مفضوحة للعيان ولم تستطع أن توارى سواها وسيظل موقفها هذا وصمة عار إلى الأبد مع تلقيها سحابة الهزيمة الداكنة والتي أعلنت على سمائها تعلن لها أن حصنها سميك وأقوى وأعتى من قوتها.
فهينئاً لكم أبطالنا الميامين وأنتم تلقنون أحفاد الفرس أقسى وأصعب الدروس والهزائم، هنيئاً لكم وأنتم تسمعون الأعداء ما يغيظهم هنيئاً لكم يا من أبطلتم معادلة الدولة الصفوية وأسقطتم رهانها وإلى الأبد إن شاء الله هكذا قل تقهر خفافيش الظلام الذين يصدق فيهم قول القائل:
فهم حثالة الأنذال *** رهظ الخنا والغي والمحال
من كل عبئ مارق تنال *** ما حرب لله لا يبال
كأنهم صيغوا من الأوحال *** أو من وجيع الخمر والبغال