;

فواصل قلم 798

2008-06-14 12:11:36

كروان عبد الهادي الشرجبي

"عشمتني بالحلق"

هل كنت مع شخص ما، تتحدثان بأمر ما، وكان هذا الشخص بحاجة ماسة إلى أحد لدعمه مادياً ونظراً لطيبتك ورهافة حسك، عرضت عليه في لحظة ضعف المساعدة وكانت هذه المساهمة من باب الشهامة ولكنك في حقيقة الأمر لا تستطيع الوفاء ومساعدته! كيف تتصرف؟ كيف سيكون السبيل إلى إلغاء هذا العرض الذي يجثم بثقله على صدرك من دون أن تغضب الشخص الذي وعدته؟

ترى هل فكرت في هذا الشخص كما فكرت في نفسك وفي الطريقة التي يمكنك من خلالها التخلص من الورطة التي وضعت نفسك بها؟ هل فكرت في خيبة آماله وأحلامه التي نسجها مقابل وعد أعطيته إليه ولم تكن أهلاً له؟

ترى كم من الوقت تحتاج لكي تقنع نفسك بخذلانك له؟ وكم من الزمن ستحتاج لكي توصل له هذه الصدمة؟ وكم من الكلمات تستطيع أن تعبر عنها؟ بكم من الاعتذارات سوف تطرز حديثك معه؟ بكم من المواساة ستغلف حديثك معه؟.

كل هذا يفكر في نفسه قبل أن يفكر في غيره وفي الآخرين، وهذا شيء عادي جداً لأن الآخرين يفكرون في أنفسهم قبل ان يفكروا بنا.. ولو فكرنا بهم قبل أن يفكروا بنا، ولو فكروا بنا مثل ما نفكر بهم، ترى كيف سيكون الحال؟

لو فكر شخص ما فيك، فيما تفكر فيما تعاني فيما تحتاج وفكره مجرد التفكير في مساعدتك وكانت أفكاره هذه بصوت مسموع ترى ماذا سيكون تفكيرك به، وماذا سيكون حالك وأنت تسمعه؟

أتمنى بقدر ما أن تتمتع بهذا الاستماع أن تدع غيرك يسمع الذي سمعته ويستمتع به أيضاً.

ولكن حذاري من أن تقطع وعداً ولا تفي به فبذلك تشوه هذه المتعة.

أفكار

تتدافع الأفكار مرة واحدة إلى الرأس أحياناً.. تتصارع بعنف للخروج إلى العلن فتصطدم بحواجز صلبة وروادع مبهمة أفرزتها تربية صارمة وحصار اجتماعي جائر وقاسٍ مما يجعلها تتقهقر في فضاء الروح.

والروادع التي ينشأ عليها المرء في مجتمعنا لا تعد ولا تحصى مما يدفعه في أغلب الأحيان إلى المواربة والالتفاف، والتذبذب والنفاق.. وصولاً إلى الكذب والخداع في محاولة يائسة للتعبير عن جزء من فكرة ما يؤمن بها وكثيراً ما يفشل، هذا الواقع الذي عاشه ويعيشه مجتمعنا ينعكس بشكل واضح على العطاء والإبداع في كافة المجالات، ممثلاً لا يسمح للطلاب بطرح أسئلة أو تساؤلات مشروعة حول أمور تؤرقهم، إذ يتهرب المدرس من الإجابة، مرة لأنه لا يعرف الإجابة، ومرة لأنه هو نفسه يرزح تحت وطأة تلك الممنوعات التي تلقاها في تربيته مما يعني بقاء تلك الأسئلة سائبة في فضاء رؤوس التلاميذ ولا يجدون من يشرحها لهم، وهذا بالطبع يزيد من قلقهم الدائم الذي يظهر واضحاً عبر أنماط من السلوك تبدو للآخرين كأنها عنيفة أو غير مقبولة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد