د. فضل بن عبدالله مراد *
ستكثر الإشاعات والإرجافات الحربية والسياسية والنفاقية من المرضى في زمن القلاقل والأحداث وقد بين لنا الله تعالى بجلاء كيفية التعامل مع الإشاعات وبين أنواعها وحجمها فمن ذلك.
1- وصف دقيق لأهل الشائعات والإرجافات من تخذيل للصفوف ووهن للعزائم من طوائف قد تكون ظاهراً في الصف لكنها خنجر مسموم سيضرب الجماعة وراء الظهر إذا سنحت الفرصة، قال تعالى: "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة"، هذا النص القرآني في قوته ووضوحه يكشف عن طائفة منافقة لا فائدة من خروجها في صف المواجهة إلا التخذيل والخبال الذي يصيب السامع، وانظر إلى دقة النص حيث يصف أثر هذه الشائعات والأراجيف كأنها تزيد "الخبال" بما تحمله هذه الكلمة من معنى عميق يصور حالة المستمع ب"الأهبل" المصروع الذي يعيش في دوامة القلق والتردد.
وهكذا هم يريدون وقوله تعالى : "ولأوضعوا خلالكم" يعني أسرعوا خلالكم بين الصفوف يبغون لكم الفتنة.
2- عناصر سماعة، قال تعالى في هذه العناصر "وفيكم سمّاعون لهم"، هذا تحذير وتنبيه عن وجود من يصمت ويستمع، حتى نكون على يقضة وحذر، فربما قال قائل أن النص السابق يبين أن هناك مرجفين لكن من الذين سيصدقهم ويتبعهم فبين سبحانه وتعالى أن هناك من سيستمع لهم من داخل الصف، وبالمعنى القريب سيكون لهم جمهور فاحذروا وتنبهوا.
3- هل يجوز نشر الشائعات؟!، أو بصفة أخرى كيف نتعامل مع الشائعات؟! لقد تولى ربنا ذلك في كتابه حيث علمنا كيف نتصرف ونتعامل مع الشائعات الأمنية والحربية، قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم".
فهكذا يصف الله طوائف مخطئة تتعامل مع الشائعات بالبث والنشر والإعلان وهذا خطأ فادح، ويدخل في هذا الصحف المروجة للرعب والتثبيط والشائعات الكاذبة والمغرضة التي تقصد الإثارة الصحفية والجمالة المخابراتية وهؤلاء آثمون مخالفون لآداب القرآن، فالواجب حين تظهر الشائعات ردها إلى القيادة للتعامل معها بما تراه، أما جعلها مجبراً في المقايل والباصات والصحف فهذا عمل لا يحبه الله.
* أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان