نبيل مصطفى مهدي
يتميز التليفزيون اليمني عن بقية تليفزيونات العالم بالنشرة الإخبارية الرئيسية فهي أطول نشرة إخبارية بالعالم، كما اعتقد من حيث وقتها الزمني، لا أدري ما هو السبب؟ ولكن ربما يهدف القائمون عليه إلى جعله رب البيت.. ويريدون من خلاله جرنا إلى بيت الطاعة، ويغلق علينا الأبواب والنوافذ بالقفل والمفتاح، ويحتفظ بالعصمة في يده، مع أننا في القرن الواحد والعشرين، حيث العالم قرية واحدة، وحرية الآراء والمعلومات مكفولة للجميع، فإذا حجبت بالقوة أو بالحيلة عن وسائل الإعلام المحلية اتجهت العيون والعقول إلى وسائل الإعلام الأجنبية، والشاشات الفضائية عسى أن نطالع فيها ما نفتقده في إعلامنا المحلي، وفي جانب المسلسلات والمنوعات والأغاني والرقص والمسابقات يعتبر تليفزيوننا من التليفزيونات المتطورة بإجماع الآراء دون منافسة أو تهديد، أما في الجانب الإخباري وتقارير المراسلين والحوارات الجماهيرية والتحليل الصحفي المباشر فنحن مع الأسف من أهل الكهف، وقد تطورت جميع التليفزيونات العالمية والعربية ما عدا التليفزيون اليمني الذي يمكن القول عنه بصحة فقط أي بعافيه ولله الحمد.
لا نريد أن نقارنه بقناة الجزيرة ولا بقناة أبو ظبي أو غيرها حيث الأخبار فيها طازجة، ولكن ما نريده هو أن تتابع الكاميرا الأحداث داخلياً وخارجياً، ومندوب القناة يسافر لبلاد الله لخلق الله يتابع تفاصيل التفاصيل من المنبع مباشرة دون الحاجة للاستعانة بعيون أجنبية في محطات البلدان الخارجية، حيث أدركت الكثير من القنوات المتطورة أن الاعتماد على التقارير المصورة للوكالات العالمية ثم التعليق عليها بصوت المذيع عندنا هو شيء عتيق وعفى عليه الزمن ، ثم أن الاعتماد على الوكالات الأجنبية ثبت لك الأخبار يعني أنك تعتمد على عيون غيرك في رؤية وتفسير الأحداث، وتعتمد على دماغ الآخرين في اختيار ما يهمك وما لا يهمك من أحداث وأخبار وتعليقات.
علينا أن نفهم أن الإعلام ليس مجرد وسيلة للتسلية والتثقيف وخلاص.. لكن الإعلام سياسة ومن يسيطر على الإعلام يفرض وجهة نظره، أهميته أن يكون لديك إعلام حقيقي هنا أنت تملك الفعل والتأثير في الساحة بدلاً من أن تكتفي بمجرد ردود الأفعال ودورك الحقيقي كقوة مؤثرة حضارياً وسياسياً أن تمتلك وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة.. تمتلك النفوذ والتأثير على الساحة العربية كلها.
أنت بالإعلام تحتفظ بوجهة نظرك مستقلة،وبغير الإعلام أنت خاضع لوجهة نظر الآخرين.
أخيراً: إن الأعداء يعرفون قيمة الإعلام وأهميته من هنا وجب الاهتمام بإعلامنا لينقل وجهة نظرنا في المسائل والقضايا وقد أدركت دول كثرة أهمية الإعلام المرئي والمسموع ويكفي أن نعطي مثالاً على أهمية الإعلام وهو القول أن أميركا بجلالة قدرها استطاعت بمحطة "سي إن إن" السيطرة على عقول المنطقة أثناء حرب الخليج الثانية وحرب العراق وفرضت وجهة نظرها على الساحة العربية، فلماذا لا نمارس إعلاماً حقيقياً، والله من وراء القصد.
