;
نواف الزرو
نواف الزرو

مـــاذا بعــــد أولمـــرت؟ 1363

2008-08-06 04:42:06


وصف المحلل الإسرائيلي آري شفيط في «هآرتس» (31/7/2008) إعلان أولمرت الاستقالة بأنه «نهاية اللعبة»، مضيفا: «ومع ذلك فإن تصريح ال30 يوليو 2008 أنهى فصله، فقد اضطر الجميع إلى الاعتراف بأن اللعبة السياسية بلغت منتهاها، وحتى المذيع الذي لا يكل اضطر إلى أن يعترف بأن هكذا انتهت فترة بقائه، فبتأخير سنتين فهم أن القبيلة قالت كلمتها: كفى، مللنا، لم يعد ممكناً أكثر من ذلك».

وعن أسباب الاستقالة كتب يوسي فيرتر في صحيفة «هآرتس» أن «الفشل في حرب لبنان هو الذي حدد مصير رئيس الحكومة أولمرت، وأن استقالته تأتي في إطار استقالة كبار القادة المسؤولين عن الهزيمة في الحرب»، وبحسبه ف «إن خطاب أولمرت كان خطاب رجل مهزوم، وأنه لو استقال منذ أغسطس لكان قد وفر الكثير من المعاناة والمخازي والتحقيقات» «هآرتس» 31/7/2008).

بينما أكد الكاتب عاموس هرئيل في «هآرتس» كذلك على نفس الاستخلاص قائلا: «إن حرب لبنان كانت هي الحدث الذي صاغ فترة ولاية أولمرت، وأن مدة ولايته التي دامت سنتين ونصفا، كان منها سنتان أكثر من المطلوب («هآرتس» 31/7/2008)، وقال «بعد أن تصبح تفاصيل التحقيق والفساد ضد أولمرت في بحر النسيان، وبعد المعارك القضائية المتوقعة وبعد المحكمة، سوف يبقى ذكر حرب لبنان فقط، ويبقى جذر المسألة هو الأيام ال34 البائسة التي قاد فيها أولمرت إسرائيل إلى الحرب، في أحد أسوأ مظاهر القيادة». .

وفي حزب كاديما أخذوا (وفقا لهآرتس 31/7/ 2008) يتحدثون عن معركة حياة أو موت، فبعد أن فقد شارون كرئيس أول له، وبعد أن يودع قريبا رئيسه الثاني، يقف كاديما الآن أمام خطوة دراماتيكية لاختيار الرئيس الثالث للحزب، وكل ذلك في أقل من 3 سنوات.

وهكذا كما هو واضح تحمل معها هذه الأزمة الحكومية الحزبية السياسية الإسرائيلية المتمثلة باستقالة أولمرت، وربما حل الحكومة وحل الكنيست لاحقا كما هي العادة في إسرائيل، جملة متراصفة من الأسئلة والتساؤلات المتعلقة من جهة بالخريطة السياسية الإسرائيلية الداخلية، ومن جهة ثانية وهذا هو الأهم لنا بمستقبل القضية وعناوينها في البرنامج السياسي للحكومة الإسرائيلية القادمة. .

فيتساءل البعض أولا: لماذا قدم أولمرت استقالته اليوم وليس قبل عامين مثلا في أعقاب الهزيمة في لبنان؟! ويتساءل آخر ثانيا حول جدية أو مسرحية هذه الأزمة السياسية الإسرائيلية؟ فيما تتساءل فئة ثالثة: هل سنشهد تغييرا حقيقيا في الخريطة السياسية الإسرائيلية، وبالتالي في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين؟!

بينما يتساءل فريق رابع ببالغ الدهشة: هل هناك فعلا فوارق سياسية وجوهرية بين ليفني وموفاز وباراك ونتانياهو، في ما يتعلق بالقدس وقضية اللاجئين وتكتلات المستعمرات مثلا؟ ثم هل ستكون حكومة بقيادة كاديما؟ وهل ستكون برئاسة ليفني أم برئاسة موفاز؟ أم ستكون حكومة وحدة وطنية؟ أم ستجرى انتخابات برلمانية جديدة قد تأتي بالليكود إلى الحكومة على حساب كاديما؟ ثم هل سيواصل حزب «كاديما» خيار شارون أولمرت وبرنامجه السياسي؟ ثم كيف ستصبح الفرص الانتخابية عمليا للأحزاب والحركات السياسية المختلفة إذا ما تقرر إجراء الانتخابات؟!

ولعل الأهم من كل ذلك بالنسبة لنا فلسطينيا وعربيا: ما التداعيات المنتظرة بعد ذلك على الأوضاع السياسية برمتها وعلى مستقبل الصراع والتسويات التي كان يخطط لها أولمرت؟ وما الذي يتوجب على الفلسطينيين والعرب فعله حيال ذلك؟!

يمكن القول إن اللعبة السياسية الإسرائيلية ستنتقل بعد أولمرت إلى مرحلة جديدة، ذلك أن الحلبة السياسية الإسرائيلية بعد أولمرت تدخل مرحلة جديدة بالتأكيد، كما أنها على الأرجح ستكون ضبابية ومرتبكة في ضوء غياب قيادة تاريخية لإسرائيل. أي أن الأوراق السياسية والحزبية الانتخابية الإسرائيلية تختلط من جديد في الحصيلة والحاصل، ما يفتح باب التقديرات والاحتمالات والسيناريوهات السياسية بشكل عام على مصراعيه.

فيما قد تحمل التغيرات والاستقطابات السياسية المحتملة بعد أولمرت، تداعيات أخرى على المعسكرات السياسية وعلى عناصر وآفاق التشكيلة السياسية الإسرائيلية المنتظرة، سواء بعد الانتخابات الداخلية في كاديما، أو بعد الانتخابات البرلمانية للكنيست إذا ما تمت.

ولعل ما يجمع بين كل التساؤلات والمتسائلين: لماذا نترقب وننتظر التغيرات الحزبية والسياسية الإسرائيلية؟ ولماذا نفاضل نحن العرب بالذات بين الأحزاب والقيادات الإسرائيلية، طالما أن أجندتها السياسية الخاصة بالقضايا الفلسطينية الجوهرية مشتركة، بل هي واحدة إلى حد كبير؟ ولماذا لا تكون لدينا أجندتنا السياسية المشتركة في مواجهة تلك الأجندة؟! جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات المتعلقة بالأزمة والخريطة السياسية والانتخابية الإسرائيلية، ومستقبل العلاقات الصراعية أو التفاوضية مع الفلسطينيين والعرب!

ولكن في الخلاصة يبقى الاستحقاق الملح فلسطينيا وعربيا دائما، مهما تقلبت الخريطة الحزبية السياسية الإسرائيلية، هو: خطابنا السياسي والدبلوماسي وأجندة أولوياتنا في مواجهة أولوياتهم الاستعمارية الاستيطانية التهويدية والالحاقية في القدس وأنحاء الضفة المحتلة!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد