;
حسن بن حسينون
حسن بن حسينون

الحضارم خيرهم في تضامنهم في إطار الوحدة 1625

2008-08-16 04:12:43


نجحت الدعاية وتغرست في عقول الحضارم والقائلة بأن الحضارم لا يمكن أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم أو أحد أبناء المحافظة مسؤولاً أو محافظاً، ولا بد أن يحكموا من خارجهم، تلك الدعاية لم تأت من خارج حضرموت بل من داخلها وقام باستغلالها واستثمار الآخرين من خارج المحافظة لتحقيق أهداف ومآرب خبيثة، وكان لهم ما أرادوا فاستجاب لها الحضارم وبسلبية مفرطة وتجسدت على أرض الواقع الحضرمي على مدى العقود الأربعة الماضية ما قبل الوحدة وفي ظل حكم الجبهة القومية ومن ثم الحزب الاشتراكي اليمني.

البداية كانت عند الاستقلال الوطني عام 1967م حيث تم تعيين محافظين من خارج المحافظة ونتيجة لأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة ومتخلفة لم يتمكنوا من تقديم أي شيء في مجال الخدمات والتنمية الاجتماعية تميزت تلك الفترة بالخلافات والصراعات في ما بين أبناء المحافظة أنفسهم،وغير أن أطول فترة هي تلك الفترة التي تم تعيين المحافظين من أبناء المحافظة لكنها بالضعف والتهميش لمواطنيها بمن فيهم المسؤولين.

وعلى وجه الخصوص إضعاف القبائل في جميع مناطق المحافظة وشن الحملات العسكرية ضدها حتى أن أغلبها وخاصة قبائل الشريط الصحراوي الصيعر والكرب غرباً والمناهيل والعوامر والمهرة وآل كثير شمالاً وشرقاً التي هربت ولجأت إلى دول الجوار في السعودية وعمان ودولة الإمارات.

كما لم تسلم بقية القبائل التي فضلت البقاء في مناطقها من التنكيل بها، إضافة إلى بعض البيوتات والعائلات الفاضلة وكان ذلك على يد من قاموا بالانتفاضات الفلاحية الذين ينتمون تاريخياً إلى مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية المهمشة المدعومة من قبل القيادة السياسية والحزبية والمؤسسات العسكرية والأمنية المتواجدة في عدن العاصمة.

فهذه الشرائح والفئات هي التي ظلت تحكم حضرموت عكس بقية المحافظات الأخرى التي استمرت القبيلة فيها تتصارع على السلطة والنفوذ، بداية من إقصاء قحطان الشعبي، مروراً باغتيال سالمين وانتهاء بكارثة يناير 1986م.

أما ثالثة الأثافي التي أضعفت حضرموت والإنسان الحضرمي عندما نجح المتآمرون من خارج المحافظة ومن قمة الهرم الحزبي والحكومي على خلق الفتن والأحقاد والانقسامات والتكتل والمكايدات السياسية والتكتلات بين المسؤولين في السلطة المحلية وفي إطار فرع الحزب، فانقسموا على أنفسهم في تجنحات وتكتلات لا يجمع بينهم شيء سوى العداء لبعضهم البعض لا يهتمون ولا يدركون ما يحدث خارج المحافظة، لا يتفقون على رأي، لا يتفقون حتى على المنح الدراسية والبعثات العسكرية، فيتم الاستحواذ على نصيب المحافظة من قبل القبائل المتنفذة في السلطة باسم الحزبية وغير ذلك من الشعارات البراقة البريئة من جميع ادعاءاتها، وقد استمرت هذه الوضعية إلى وحدة "22" مايو 1990م، تلك المجموعات التي تزايد اليوم بأنها قدمت وقدمت، ماذا قدمت؟ هل قدمت شيئاً في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟ إنها مع الأسف لم تقدم سوى الكوارث والصراعات والحروب الأهلية التي ظلت تندلع بين فترة وأخرى لا ينتج عنها غير الخسائر المادية والبشرية واليتامى والأرامل والثكالى من الأمهات والتشرد والخوف والحرمان، لا أريد هنا أن أقدم المزيد من تلك الأعمال الإجرامية، أما حضرموت فقد تعاملوا معها مثل البقرة الحلوب لرفد خزينة الدولة بالأموال التي يعبثون بها للملذات الخاصة وشراء الأسلحة والقدرات العسكرية حفاظاً على السلطة والنفوذ، ويأتون هنا اليوم ليعلنوا في حراكهم ومهرجاناتهم الخارجة عن القانون بأنهم قدموا وقدموا وهم يعنون بذلك بأنهم قدموا التضحيات دون الاعتراف أو الشعور بالذنب ووخزة ضمير، وهم في حقيقة الأمر لم يقدموا شيئاً كما اسلفنا قدموا لأنفسهم كذبة كبرى صدقوها هم أنفسهم في البداية ثم عملوا على غرسها وتصديقها بين الأجيال من بعدهم، وذلك ما ردده أتباعهم في مهرجانات الضالع وردفان والحبيلين وغيرها من المناطق وكأنهم هم وحدهم من يعيش في هذه البقعة من الكون، ولا داعي هنا لكشف المستور ورحم الله امرءً عرف قدر نفسه.

وإذا كانت هناك من نجاحات قد تحققت في المحافظة على يد المحافظين صالح عباد الخولاني وعبدالقادر هلال ومن قبلهم محمود عراسي والثلاثة من خارج المحافظة فإن ذلك يعود إلى أخطاء وسلبيات وتجنحات أبناء المحافظة المحافظين وغيرهم من المسؤولين وهذا من وجهة نظري ما دفع أبناء المحافظة الإشادة بالمحافظين الذين سبق ذكرهم وردة فعل ضد من سبقهم.

لقد آن الأوان للحضارم اليوم أن يستوعبوا دروس الماضي وما تعرضت له المحافظة ومواطنوها خلال العقود العجاف الماضية، آن لهم أن يتضامنوا فيما بينهم، فإن خيرهم في تضامنهم في إطار الوحدة بعيداً عن الشطحات والمزايدات التي لم تجلب للحضارم في الماضي غير المصائب والتخلف والضعف والتهميش، عليهم أن يسود فيما بينهم التضامن والتعاون وأولاً وقبل أي شيء آخر مع ابنهم وأخيهم أبن المحافظة المحافظ الخنبشي وعدم تكرار خطأ الماضي والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، بعيداً عن الهمز واللمز بالألقاب، أما ما كتب في صحيفة الشارع بتاريخ 9 أغسطس 2008م الصفحة الثامنة تحت عنوان "حارة الحضارم" في قاعة مجلس النواب، فكان شهادة وتحليل صادق عن طبيعة وجوهر المجتمع الحضرمي الذي يعيش زمناً غير زمنه وثقافة غير ثقافته، خاصة عندما قال إنهم يتوزعون في أكثر من حزب، وأضاف بأنه في العموم النائب الحضرمي مثالاً للوطنية والوصول المبكر إلى القاعة، مع التحفظ على بعض المفردات التي وردت في مقال أو استطلاع "كتلة الجغرافيا في البرلمان" الذي أعده علي الضبيبي.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد