بالتأكيد اليمن والشعب اليمني هذه الأيام في أمس الحاجة إلى صحافة وطنية حقيقية صادقة تعبر عن مصالح وأهداف وآمال الجماهير، لا صحافة لا هم لاصحابها سوى كم باعوا وكم كسبوا أي كانت مصادرها بالتلاعب بعقول ومشاعر البسطاء من الناس وباستغلال ظروفهم المعيشية وكذلك الأوضاع التي تمر بها البلد بشكل عام نتيجة لفتنة حرب صيف 1994م وتداعياتها بشحن النفوس بالحقد والكراهية وبالتعصب المناطقي وتأجيج الروح الانفصالية، فليس غريباً أن تبني مثل هذه الصحف تلك المفاهيم بالدعاية والتحريض التي يدفع ثمنها الأبرياء بأرواحهم، أي إنها كما يعتقد أصحابها بأن تقطع واستمرار صحفهم يعتمد بشكل أساسي على بقاء واستمرار الأزمات والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، وفي حالة تقلص واختفاء مثل هذه الصعوبات والمشاكل سوف تختص وتموت صحافتهم الصفراء، إ ضافة إلى الاستقواء بقوى أجنبية وإقليمية وقد أثبتت الفترة ما قبل وما بعد حرب 1994م بأن هذه الصحف قد لعبت أدواراً سلبية خطيرة في تأجيج الخلافات المناطقية بين الشمال والجنوب ولولاها لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه خلال السنوات الثلاث الماضية على وجه التحديد، وما كتبته تلك الصحف من دعوات للفتنة وخلق الضغائن والأحقاد قد مثلت أفخاخ وأشباكاً بهدف الإيقاع بالأغبياء والسذج والمخدوعين الباحثين عن الظهور والشهرة الإعلامية وبدلاً عن ذلك كان الوقوع في تلك الأفخاخ قبل أن يحسبوا حساباً لعواقب الأمور وما سوف ينتظرهم من متاعب، فإذا بهم بعد السقوط يشعرون بالحسرة والندم الذي لا يفيد لأن القانون وكما هو معروف لا يمكن أن يتسامح أو يستثني الأغبياء عن مواجهة الإجراءات العقابية جزاء ما ارتكبوه بحق وطنهم..وما حصل في حالة الكاتب أحمد عمر بن فريه وما جاء على لسانه لدليل على ذلك الخطأ أو الفخ الذي وقع فيه، فهو كاتب ومثقف ولا اعتقد بأنه كان يجهل ما قاله في المهرجانات من خطابات نارية داعية إلى الفتنة المناطقية وما كتبه في الصحافة وخاصة صحيفة الأيام الداعية أيضاً للانفصال.
وبدلاً من أن يقدم اعتذاره للرئيس ومطالبته بالعفو والمسامحة والإفراج عنه كان يفترض قبل ذلك أن يعتذر لشعبه ولتلك الجماهير التي احتشدت لسماع تلك الخطابات النارية التي تحرض على الفتنة والانفصال والتي بسببها سقط العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح..وبالرغم من كل ما ذكر آنفاً ومن خلال معرفتي الجيدة بالأخ أحمد عمر استطيع الجزم والقول هنا بأنه كان ضحية فخ نصب له من قبل الظالمين في التأخر والفتن ممن فقدوا مصالحهم نتيجة لحرب 94م أعداء الوحدة والديمقراطية، فكل ما بدر منه لم يكن من صنع يديه لقد غادر بن فريه وطنه إلى أراضي المملكة العربية السعودية بعد اغتيال والده من قبل نظام من أوقعوه في ذلك الشرك الذي أوصله إلى المحاكم والمعتقلات ولم يعد إلا بعد قيام وحدة "22" مايو 1990م وعلى هذا الأساس فإنني أضم صوتي إلى صوته مطالباً فخامة الرئيس بالتدخل واستخدام صلاحياته بالإفراج عن الأخ أحمد عمر بن كإجراء وطني وإنساني في نفس الوقت وبالله التوفيق.