"إذا لم تستح فافعل ما شئت" مصيبة البعض الجهل والغرور، يعتقدون بأنهم رقم وهم صفر، يظهرون الزعامة في الخطابات ومجالس القات وإعطاء التصريحات التي تكتب نيابة عنهم في الصحف والمجلات، ويتقدم هؤلاء جميعاً الذين يطلقون على أنفسهم القاباً ومسميات لم يُسمَع مثلها في العباد والبلاد، مثل قادة فيلق المتقاعدين ودهاقنة التسامح والتصالح، وفطاحلة منظمات المجتمع المدني وعباقرة الحراك السياسي، والذين لا يستطيع الواحد منهم أن يحرك ثلاث ضانٍ أو ثلاث دجاج، الله يعزكم وكرم مقداركم، ذلك ما يفعله البعض اليوم ممن يبحثون عن الشهرة عبر فضائحهم وما تحمله من مسميات غريبة وشاذة، وعندما سكت الناس عنهم وتركوهم يقولون ويكتبون ما يشاؤون صدقوا أنفسهم فتمادوا في جهلهم وغرورهم بعد أن وجدوا من يجاريهم في اللعب على الحبلين ويتبنى قضاياهم في الصحافة الصفراء والذي دأبوا منذ الصغر ونعومة الأظافر في خدمة أهداف مزدوجة، أهداف مشبوهة داخلية وخارجية تشير سهامها إلى العمالة والخيانة، وإلى الحصول على أكبر كمية من المال الحرام على حساب الوطن والإنسان اليمني، وعلى حساب الأهل والكرامة والشرف والعرض، لا يخجلون ولا يشعرون بوخز الضمير بعد أن ماتت كل الحواس عندهم التي ترفع الإنسان إلى العُلى.
سكوت السلطة عن هؤلاء حكمة في اليمن، فتركتهم يستحمون ويتخبطون في البلاليع وبرك مياه الصرف الصحي لوحدهم، ومن أراد أن يشاركهم الاستحمام كشعور بالحكوك الجلدية، فما عليه إلا أن يختار طريقها وفتح أبوابها المفتوحة أمام من اختار استنشاق الروائح الكريهة شريطة أن يبقى داخلها ولا يغادرها حتى لا ينقل كل آفاتها وأمراضها المستوطنة إلى بقية أفراد المجتمع الذي أصبح يدرك حقيقة مخاطرها على البيئة وعلى الإنسان.
أما أولئك الذين نسمع أصواتهم عبر الأثير وعبر فتحات نوافر الغرف المغلقة والصحافة الصفراء، والذين يحذرون من عواقب الصوملة والويل لليمن واليمنيين من عواقبها وأخطارها وهم ممن تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء وارتكاب المجازر التي فاقت ما يتحدثون عنه من صومله، فمن الأفضل والمفيد لهؤلاء أن يصمتوا قبل أن يجدوا أنفسهم عراة أمام الله وخلقه، يلاقون حتفهم بما ارتكبته أياديهم من جرائم وآثام، أم أن هؤلاء أخيراً قد وصلوا إلى حالة فقدان المشاعر والأحاسيس ويتخبطون اليوم في حالة من الجنون أو على شفا حفرة منها.