;
ممدوح طه
ممدوح طه

الگبار لا يدفعون الثمن 1405

2008-08-24 02:28:48


العديد من الأسئلة طرحتها حرب القوقاز بين روسيا وجورجيا والتي انتهت برد روسي عسكري حازم على اعتداء جورجيا بدعم أميركي على أوسيتيا الجنوبية التي تحظى بدعم روسي، وما تلاها من توقيع اتفاق عسكري بين أميركا وبولندا تمنح بموجبه بولندا قاعدة عسكرية لنشر منظومة الصواريخ الدفاعية الاستراتيجية الأميركية في إطار ما يسمى ب «الدرع الصاروخية» لا للدفاع عن بولندا ولكن لتهديد روسيا.

أول تلك التساؤلات ما يتصل باحتمالات عودة الحرب الباردة، أو ما يمكن أن تقود إليه التداعيات بالأفعال وردود الأفعال بين موسكو وواشنطن إلى احتمالات حرب ساخنة؟

والثاني هو انعكاسات تداعيات الصراع في القوقاز على تنامي الدور الروسي في الصراعات الدولية التي تدخل أميركا طرفا فيها خصوصا في الشرق الأوسط وتأثيرات ذلك على الأمن الأوروبي؟

وفى عجالة سريعة واعتمادا على واقع الصراع وليس على تصريحات رايس أو لافروف، يمكن القول بألا عودة للحرب الباردة لغياب الوقود الأيديولوجي المتناقض اللازم لإشعال ذلك النوع من الحروب مع غياب الشيوعية كبعبع يثير الهلع لدى زعيمة الرأسمالية الدولية، ولاشتراك الدولتين المتصارعتين في العديد من القواسم الديمقراطية المشتركة واتفاقات التعاون المصالحية، بل والشراكة الاستراتيجية في السير معاً لتخفيض الأسلحة النووية فيما بينهما ومنع انتشارها في مناطق العالم وغيرها من القضايا الاستراتيجية الأخرى.

كما يمكن القول أنه لا توجد احتمالات ممكنة لنشوب حرب ساخنة مباشرة بين الروس والأميركان لأن ذلك من شأنه ليس تدمير العالم بل تدميرهما معا أولا، ولا أظن أن أي نصف عاقل أو نصف مسؤول يمكنه الإقدام على مثل هذا الانتحار الجماعي الشامل. .

وهذا يقودنا مباشرة إلى إجابة السؤال الثاني، الإقرار بأن الحرب الباردة بين روسيا وأميركا لم تنته بعد، وأن جميع الأزمات والملفات وأسباب النزاعات قائمة مما يعنى أن الصراع بين الدولتين الكبيرتين سوف يستمر. . لقد بلغت الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين الأميركي والسوفييتي، وبين الحلفين العسكريين حلف الناتو وحلف وارسو بلغت ذروتها في الأزمة الكوبية عام 1962.

فيما هدد العالم بتحول الحرب الباردة إلى حرب ساخنة بين الدولتين النوويتين فيما يعرف بأزمة الصواريخ الروسية في كوبا، عندما اعتدت أميركا على كوبا في عملية «خليج الخنازير» الفاشلة لغزوها وتغيير نظام حكم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو لإبعاد الشيوعية عن حدودها ونشر الرأسمالية « تحت علم الديمقراطية».

ونشرت روسيا الحليفة لكوبا عددا من الصواريخ الروسية لتشكل «درعا صاروخية» ضد إعادة محاولة الغزو الأميركي للأراضي الكوبية عندئذ قامت قيامة واشنطن لما اعتبرته تهديدا روسيا مباشرا على الأمن القومي الأميركي وبدا العالم على شفير الحرب النووية عندما تحركت السفن الحربية الأميركية، لكن الطرفين استطاعا تجنب تلك الحرب الساخنة بعد المناشدات الدولية للدول غير المنحازة لأي من المعسكرين.

الآن بعد ما انتهت الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن بوقود أيديولوجي ومع تفجر بؤر المواجهة الخطرة بين موسكو وواشنطن في القوقاز وفى أوروبا، فسوف يستمر الصراع بينهما بأشكال أخرى في مناطق العالم الأخرى خاصة الواعدة بالنفط، وسوف يطغى هذا الصراع سواء على المصالح أو على المبادئ أو على أحداهما باسم الأخرى بأسماء أخرى. ولن ينفى هذا احتمالات حروب ساخنة بينهما ولكن ليس مباشرة، وليست على أراضيهما وإنما على أراض الدول الأخرى الحليفة أو التابعة فالثمن دائما لن يدفعه الكبار ولكن الشركاء الصغار!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد