ما أجمل أن يعيش الإنسان مرتاح النفس والضمير، طبعاً راحة الضمير يجدها أصحاب الضمائر الحية، أما راحة النفس فهي تذهب بسرعة "كيفه" قال "طيبت نفسي" نشوة فرح أو غضب أو شهوة ثم تغادر، فإن كانت إيجابيه نتمنى عودتها، وإن كانت سلبية ندمنا على ذلك، أخي عضو مجلس النواب - عضو المجلس المحلي وخطيبنا المبجل كل في مجال عمله الأفراد العاديون العامة والخاصة ينظرون ماذا غير هؤلاء، وخاصة خطيب المنبر - هل عمق عروة الإخوة؟ هل دل على الخير؟ هل زاد عدد المصلين أو زاد تنافر المصلين بسبب "ولعته" بالحديث وإعجابه بنفسه؟ ها هو رمضان على الأبواب، هل القلوب والضمائر تستقبله بفرح وشوق؟ أكيد بلا شك لكن هناك من يجهز كيف يوغر صدور الخلق وكيف يخلق فيهم الشحناء على إقامة الصلاة؟ ومتى وكيف والناس "عادهم راقدين" والتراويح الذي ما يلتزم بها سيكون في عداد "المنافقين" والذي بيصلي تراويح "نجاز نشتي نخزن" سيكون تصنيفه ضمن ضعيفي الإيمان.
أما من يحاول أن ينصح بإغلاق مكبر الصوت عند صلاة التراويح فلا يلومن إلا نفسه فهو يحارب الله ورسوله وينتبه لنفسه من الضرب بالكراسي والمتأمل في أولئك الغوغاء كأنهم في غزوة حنين أو في مواجهة خيبر، في إحدى السنوات قبل أكثر من أعوام كنت من يؤم القوم للصلاة، وحتى لا أنسى كانت التراويح في نظر أولئك المعاندين كبراً وعتواً والعزة بالإثم كانت في نظرهم إنها بدعة ويجب محاربتها ومحاربة من يدعوا إليها، فحدثت نفسي يوماً أن أقدم غيري ليؤم الناس لصلاة التراويح وليكن أحد أولاد من كان يحارب آنذاك جهلاً وكبراً، وبالفعل تقدم وصلى وقبل ركوعه الأول فرق والده الصفوف وأخذ بتلابيب ولده وأخرجه من المحراب بكلام وتوبيخ، فكان مني أن لا أترك الناس مؤتمين بلا إمام فتقدمت، ولان إلا مرصار لا لله ولا في الله كله لما في النفوس من حقد فقرأت: "أرأيت الذين ينهى عبداً إذا صلى... "المهم دخل الأمر في كل واحد "يغذي قلبه" من صاحبه مابش لله وفي الله قسماً بالله في تلك الليلة، أما صاحبنا الذي أخرج ولده من القبلة فكان يتضجر ويتألم حسرات لأن ولده قد "الخبرة عيسحبوه" "الإصلاح" والناصحين ينصحوه انتبه لولدك هل تعلمون ماذا يحدث اليوم؟ إن طمع الدنيا هو من يحكم الناس في اتجاههم نحو الآخرين حتى في دينهم ودنياهم، ولأن أخوكم كاتب السطور لم يعد مشدوداً إلى الحزبية كما كان سابقاً وجاء من يسد فراغ المنبر والحمد لله بلاغة وفصاحة، أما أسلوب وذوق وأخلاق فالمسجد يشتكي أمره إلى رب العباد ممن أبعد الناس من بيت الله بسبب إعجابه بنفسه، ما حصل أن الآخر أصبح مشدوداً للحزب وللرغبة أكثر مما هو لله ولرسوله وللضمير والظن أكذب الحديث، فالوالد الذي قال إنها بدعة التراويح "ومزمجر" على من يصليها - اليوم العكس من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فهو يحمل العصى على الأولاد ليشاركوه هو وولده في صلاة التراويح، وكي لا أذهب بالقارئ الكريم بعيداً عن المحتوى فالمقصود أمر طبيعي أن يكون الإنسان مقتنعاً بأمر ما كانت فكرة أو حزب أو غير ذلك، لكن لا يعني أن يكون مشدوداً إلى ما لا يقبل الرأي والرأي الآخر، لا يعني أن أكون في طرف اليمين المتشدد ثم انقلب إلى أقصى اليسار المتطرف أو العكس على الإنسان المثقف الواعي أن يتعلم مما مضى حين كان هناك من هو قبله، فالذي لا يقبل حوار الآخر هو في الحقيقة لا يؤمن بوجود هذا الآخر وكأنه لا يوجد هناك إلا قطب واحد، إن نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه قال: ".. ما أنا والأنبياء من بعدي إلا كرجل بنى بيتاً وترك موضع لبنة فيه، وأنا تلك اللبنة..."، معنى الحديث أنه متمم ما بناه الأنبياء من قبله فلم يلغ رسالتهم وكما قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فكانت هناك أخلاق موجودة، فهل سيتفق المسلمون فيما هم عليه متفقون ويتعاونون عليه "وتعاونوا على البر والتقوى" ويعذرون بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه ويتسامحون ويفشون السلام بينهم.